السبت ١٦ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

الاسلام .. والليل!!

الإسلام هو جسر العبور والكوة المفتوحة على عالم الغيب، لأن كلمته «القرآن» هي لغة الحقيقة المطلقة التي اختارها الخالق الحكيم حرفاً وفعلاً واسماً، لتطابق- احتواءً - كل حقائق هذا العالم البشري، حتى تتضح بها هذه الصورة المعنوية الرائعة الكامنة فيها، لمن وفقه الله إلى ذلك

ولكن قبل الوصول إلى أول هذه المعالم لابد لفلك السؤال من الدوران حول العديد من المراكز الهامة والمضنية في نفس هذا الكائن المختار، للتزود بما يلزم، ثم السير قُدُّماً نحو البقية التي ستتكشف تدريجياً وتلقائياً!!

فإن كانت هنالك قشعريرةً يتحاشاها المشتغلون بالعلم، لأنها أفكار تبحث عن سر الحياة الغامض، فإسلامنا يدعونا إلى أن لا نتحاشاها، وأن لا نهابها، لأنها تباع في سوق الأعماق بالمجان، لا تحتاج إلى سفر ولا إلى مشقة، ولا يترتب على هذا سوى تحفيز الهمة الراغبة لاستخراجها ومجابهتها وطرحها، فإن لم نتذكرها لنستخرجها فما ذلك إلا لأننا لم نرفع الستارة لنلقي بشعاع النورعلى تلك المكامن والزوايا القابعة في تلك الدهاليـز الغير مكتشفة والتي توجد بها!! ..

▀ عليه، وعلى ضوء هذا كله، لا يستطيع الإنسان أن يبتعد تماماً أو يغفل عن تلك الطرقات الآتية من تلك الآفاق البعيدة، إذ لابد لهـا ما يوازيها من استجابات، فهل يمكننا الآن أن نتساءل - وبكل مضامين الإيمان الفطرية - ونقول: هل نحن هؤلاء البشر/الإنساني- ومنذ أن حدث استقرارنا على سطح هذا الكوكب - وتمشياً مع هذه الثنائية المدهشة، الضاربة بجذورها في كل مناحي الحياة الحيوية (الروح والمادة) – هل نحن مجرد فكرين متضادين، متضاربين، متصارعين، متناقضين يستمدان تفاعلهما الحيوي هذا من أصلٍ واحد، هو بالنسبة إليهما كـ "السـاق" بالنسبة إلى الشجرة؟! ومنهما تتشعب هذه الكثرة من الأفكار؟! مثلما تتشعب الفروع ذات الورق والثمر، المختلف لونه وطعمه ورائحته، من هاتين الشعبتين المنشعبتين من هذه الساق الواحدة؟! وأن الشجرة لا تختلف عن أختها إلا في الثمرة من حيث لونها وطعمها ورائحتها ومدى فائدتها- وليس من الضروري حجمها-؟! وأنهما يستقيان من ذلك "النبع" الواحد- أي "الروح" - مثلما يستقي الشجر من نبعه الواحد- أي الماء - ونحن نعلم بأن من الشجر ما يسمى بـ الشجر "المبارك" ، وما يسمى بـ الشجر"الملعون" ؟! وأن "التفضيل" لا يكون إلا في أكل هذا الثمر؟!! وهل يمكن تسمية أحد هذين الفكرين بـ الفكر "الطيب" المبارك، والآخر بـ الفكر"الشرير" الملعون؟!

دعونا نتأمل الآيات التالية،

يقول - سبحانه وتعالى - :-

(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ "اثْنَيْنِ" يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ3 وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ4 ) "الرعد" ..

فالملاحظة الأولى التي تجتاح الذهن هي مدى هذا الربط المعجز وحركة التضاد ما بين الروح والمادة، وما احتواه هذا الربط- رغم التباين - من توازن أوجده هذا التجاور المدهش!!؟ وما أوجده هذا التضاد- بعد هذا - من أساس جامع من أسس الاتفاق الذي وسعته كلما: (..يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ) !!؟ ..

 وهل يمكن أن نقول بأن هذا "الفكر" الواحد في كليته، المتحرك داخل هذا الإنسان- الآن – وفي كل آن - بشقيه الديني- أي المضيء - والذي يمكن أن يعبر عنه بـ "النهار" ، لوجود النور والحرارة فيه، والدنيوي- أي المظلم في ذاته، المعتم - والذي يمكن أن يعبرعنه بـ "الليل" ، لعدم وجود النور الكافي فيه، وأنه يحتاج إلى المزيد من النور لاخراجه من حيِّز الظلمة، ليصبح نهاراً ذاتياً، والذي نعني به إنزال الكتب المقدسة، والألواح، والصحف، على الأنبياء والمرسلين، لإظهار جلية الحقائق لنا به، هل يمكن أن نقول بأن هذا الفكر الكلي الواحد في جوهره، والذي يُقرأ شقه الأول منه من اليمين إلى الشمال، والثاني منه من الشمال إلى اليمين، هو ما أدى- وما زال يؤدي - إلى تراكم هذه الصراعات الفكرية بين بني الإنسان، وإلى هذه الحروب والاغتيالات، وهذه المشاحنات والتوترات، وهذه البغضاء والكراهية، والحقد والحسد، الخ هذه المتناقضات، سواء كان بين الأفراد أو الشعوب أو الأمم؟!!

نعم ،

نحن حينما نلتفت إلى هذا القرآن نجد أن الله ما أفرد كلمة: "السـمع" إلا ليدلنا على أن المنشود لنا "جميعاً " - اتفاقاً - هو"التوحيد" الفكري، وهو المعنى السامي لكلمة "الاسلام" في حين أننا نراه ما جاء بكلمة: "الأبصار" - بصيغة الجمع - إلا ليدلنا على أن ضرورات المادة وحدها هي سبب هذا الشتات والتفرق، بل والتناحر، ونسمع - كذلك - ونرى جمعه لكلمة " الظلمات " لتحققها بالحجب الحاجبة لنا عن كمال وجمال الرؤية، وبكلمة "النور" - بصيغة المفرد - ليدلنا على توحدها كمالاً وجمالاً، مثلما يتبدى لنا في تحققه الأخير على سطح هذا القمر المستنير، وفوق الأرض إذا ما نظرنا إليها من على سطح هذا القمر!!

ذلك لأن هذا الإنسان هو محط النظر والمسئولية، ودائرة العناية والاختبار والاختيار، وقبس الإطلاق، المتجاوز- بذكر خالقه الدائم - لكل أشكال العوائق المادية وحواجزها المختلفة، فهو كمؤمن- متزايد الإيمان - متى ما نظر في هذا الواقع الذي يعيشه- اليوم - وما يسود ظاهره من فوضى - يراها الناظر لأول وهلة - وفسادٍ، وسفكٍ للدماء، يتأكد لديه أن العدالة والحكمة هما اللذان يبدوان بدواً خفياً- كضرورة لازمة قصوى - يقتبس منها المزيد، فيزداد بذلك إيماناً، فلا فوضى في حقيقة الأمر في تباين الأدوار، ذلك لأن تزكية النفس، واكتساب المزيد من الصفات المحمودة يتطلب مناخاً كهذا، لا بد فيه من هذا الاصطراع الأضدادي، لتنسل من خلاله وتعلو- بعد هذا - هذه النفس إلى تلك الآفاق الرحبة، الجاذبة لها أصلاً!! فالموت لا يعني سوى الانتقال من هذا الأفق إلى ذاك الأفق- أياً كان هذا الأفق - !! وبأنه لا يعني فناء النفس، إنما يعني خلودها، تحت ظلٍ، أم هجيرٍ، لأنها واحدة، لكنها ذات انقسام!! مثلما هي طبيعة هذا الماء بالنسبة إلى هذا "الشجر" ، فهذا الماء وإن كان نوعاً واحداً فهو بيِّن الاختلاف، فبعضه– كما ذكر الخالق - عذبٌ فرات، وبعضه ملحٌ أُجاج، والشجر- كما أشرنا - لا يختلف إلا من حيث جودة ثماره من رديئها، وهكذا الحال بالنسبة لنا!! لا نختلف إلا من حيث جودة أفكارنا من رديئها، وأنها - أي هذه الأفكار - بمثابة الثمار لهذه النفس، لا بالنسبة لهذا البدن، فلهذا البدن- كما نعلم - ثمر هذا الشجر، لينمو به، مجدداً به جُدُره المتهدمة!!
وكما أن الماء- وهو مركب كيميائي - لا يختلف إلا من حيث عذوبته من ملوحته، وهو الذي منه شرابنا وطعامنا وطهورنا، كذلك هذا الفكر فإنه لا يختلف إلا من حيث نفعه من ضرره - عاجلاً وآجلاً - وهو- أيضاً - كالشراب والطعام والطهور لهذه النفس - أي كالزاد بالنسبة للمسافر- وأن المطلوب منَّا هو عدم الميل الشديد أو الركون إلى جانبه الدنيوي وحده، أو الميل الشديد والركون إلى جانبه الديني وحده، وهو أمر يتطلب الحذر الشديد واليقظة التامة، لأننا من خلال هذه المسيرة تعلمنا أن القيَّم التي تحكم المادة هي نفسها التي تحكم الأخلاق، وطالما أن الإنسان مركب بمثل هذا التركيب، فهو قطعاً لا يستطيع السير برجلٍ واحدة!!
فالوسط الماشي- إذن - هو قمة الاعتدال المستند على هذا وهذا، دون تأرجح أو ميلٍ، لأن المطلوب هو السير على الصراط المستقيم المفضي إلى الجنان، لا إلى ذلك المفضي إلى النيران، لأن هذان الصراطان إنما يقومان أصلاً على "لسانيه" المفردين، فإن جنحا إلى "الحلال البيِّن" وأبطلا مفعول "المشتبهات" بعد أن عرفا وعلما ما يمكن أن يؤدي إليه "الحرام البيِّن" أفضى ذلك إلى الحب والرضا والرضوان، وإن جنحا إلى "الحرام البيّن" ووثقا مفعول المشتبهات، بعد أن علما وعرفا ما يفضي إليه الحلال البيّن أفضى ذلك إلى الخزي والعار والخذلان!!

ولهذا كله وصف- سبحانه وتعالى - هذه الأمة بـ "الأمة الوسط" ، تماماً مثلما هي- أيضاً - في "الوسط" الجغرافي، وإنه لشرفٌ لو تعلمون عظيم!!

والله يقول : -

( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

"فاطر/12"

 فهل تعني خلاصة هذا الأمر أن الإنسان، وبما يحمل من فكر ذاتي- هو بلا شك مستمد من ذلك النبع الواحد - مخيرٌ في ما هو متجهٌ إليه؟! وهو يعلم تمام العلم بأن "النهار" تتضح فيه المسالك والدروب والأزقة، ودقائق الأشياء!! وبأن "الليل" لا تتضح فيه المسـالك والدروب والأزقة، ودقائق الأشياء، إلا بمزيد النور؟! ألا يفيد كل هذا حاجة الإنسان إلى المزيد من النور، والكل يعلم بأن أول أبواب العالم الآخر هو هذا "القبر" المظلم، حالك السواد؟؟!! لهذا صار هذا "النهار" هو كفالة الله لجميع الناس- مسلمهم وكافرهم - بمثل كفالته لهم بـ "الماء" الفرات!! وتُرِكَ لهم هذا "الليل" ليكفلونه بذواتهم، وتنقية مائهم من الملح الأُجاج!!

فلا مقارنة- إذنظ- لنور الشمس القوي بنور هذا القمر الضعيف، َ فهذا النهار إنما جُعِل للسعي البدني وطلب الرزق له فيه، ( إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً ) "المزمل/7"..
وهذا الليل إنما جُعِل للسعي الروحي وطلب الرزق لها فيه!! ..

فهذا السعي النهاري يعتمد- بلا شك - على ضوء هذه الشمس القوي، وهذا الآخر يعتمد- بلا شك - على نور الباطن الضعيف، الذي يحتاج إلى مدد قوي دائم متواصل، يوازي به نور الشمس أو يفوقه، وهذا النور الضعيف هو بعينه ذلك النور القوي الذي قال الله عنه، وعن أهله: (.. يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) "التحريم /8" .. (.. أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا ..)!!
فالسؤال الهام الذي يفرض نفسه الآن هو:

كيف يتسنى لنا نحن- كمؤمنين - تقوية هذا النور الباطن الضعيف ليصير قوياً جميلا كأصله النسبي، لنرى ما لا يُرى ونسعد بحالٍ فريدة لا عهد لنا بها ألبتة كما أخبرنا الذين مضوا؟!!..
 وللعثورعلى هذه الإجابة الحُلُم ما علينا إلا تتبع الآيات التالية تمعناً وتدبراً لتتضح لنا جلية الحقيقة التي نبحث عنها بإذنه تعالى

يقول- سبحانه وتعالى - :-

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) "الإنسان/26" ..

ويقول- سبحانه وتعالى- :-

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ) " الطور/49 "..

ويقول- سبحانه وتعالى- :-

(ومن الليل فسبحه وأدبار السجود) " ق/40 "..

ويقول- سبحانه وتعالى- :-

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً) "الإسراء/79" ..

ويقول- سبحانه وتعالى- :-

(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ1 قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً2 نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً3 أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً4 ) "المزمل" ..

ويقول- سبحانه وتعالى- :-

(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ..) "المزمل/20" ..

ويقول- سبحانه وتعالى- :-

(إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) "المزمل/6" ..

ويقول- سبحانه وتعالى- :-

(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً..) "الإسراء/1" ..

ويقول- سبحانه وتعالى- :-

(.. كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون) "الذاريات/17" ..

ويقول- سبحانه وتعالى- :-

(.. يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) "آل عمران/113"..

ويقول - سبحانه وتعالى- :-

(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ..) "الزمر/9" ..

من خلال هذه الآيات ندرك تمام الإدراك بأن في قيام الليل، والمدوامة عليه، يتولد التضرع، وينمو الخشوع، ويتبدل الدعاء، وتسقط الدموع (كأنما صدره أزيز مرجل) ويبدأ تدرج النور بمثل تلك الكيفية التي يبدأ بها تدرجه على سطح القمر، حتى يصل إلى تمامه وكماله في ليلة الرابع عشر منه، فيسمى لحظتها القمر "بدراً" - أي قمر14 - لا قبلُ ولا بعدُ - ثم يأخذ بالعودة التدريجية آيباً - عبر منازله - إلى نقطته التي منها بدأ - أي (المحاق) - !! وهكذا، دواليك!! وبذلك وحده تلوح أنوار أجمل الغايات!! ..

فعلينا - إذن - أن ننظر إلى هذا "الليل" على أنه أصل عظيم من أصول الرحمة العظمى من الله للمؤمنين، وأصل عظيم– كذلك - من أصول العذاب الشديد منه للكافرين!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى