الأحد ٢٤ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم زينب خليل عودة

يا فرحة ما تمت

أسير فلسطيني يتوفى بعد 7 شهور من تحرره وبعد قضاء حكم 18عاما

لم يمض 7 شهور على تحرر الأسير الفلسطيني وليد شعث من سجون الاحتلال حتى توفى وكأنه تحرر كي ينتقل لعالم آخر ليس للحياة متسعا له، هل يا فرحة ما تمت؟ هل بوفاته يفتتح للمؤسسات الحقوقية أن تتحقق من صحة الأسرى بعد الإفراج عنهم وكيف سيكون مصيرهم الأسرى؟

وقال مركز الأسرى للدراسات أن الأسير المحرر وليد شعث من خانيونس جنوب قطاع غزة توفى بعد الإفراج عنه بسبعة شهور فقط اثر جلطة أصيب بها صباح اليوم الأحد، بعد أن أمضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 18 عاما متواصلة، وكان قد أصيب بجلطة مماثلة وهو في داخل السجون قبل الإفراج عنه.

وكان الأسير المحرر الشهيد شعت قد اعتقل في تاريخ 2/5/1993، وحكم عليه بالسجن لمدة 18 عاما أمضاها بالكامل في سجون الاحتلال وتم الإفراج عنه في ديسمبر 2010.

وطالب الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية فى بيان صادر عنه بفتح ملف الأسرى الطبي في السجون وخاصة بعد تكرار وفاة المرضى بأمراض مزمنة لإنقاذ حياتهم في أعقاب استشهاد الأسرى المحررين «العملة وغنيمات والولي وشعث وآخرين» بعد فترة وجيزة من التحرر.

وحذر حمدونة من سياسة الاستهتار الطبي بحياة الأسرى المرضى في السجون والتي يدفع ثمنها الأسرى مباشرة بعد التحرر، مضيفاً أن الإهمال الطبي والمماطلة والتسويف في تقديم العلاج وإجراء العمليات الجراحية هي أحد أهم أسباب استشهاد أولئك بعد الافراج عنهم.

وشدد حمدونة على أهمية زيارة الأسرى والاطلاع على مجريات حياتهم وحصر مرضاهم والسماح للطواقم الطبية لإجراء عمليات جراحية عاجلة لمن هم بحاجة لذلك، وطالب بتشكيل لجان تحقيق للوقوف على أسباب وفاة المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وبعد خروجهم من الأسر والتي أصبحت تشكل كابوساً مفزعاً لأهالي الأسرى ويجب التخلص منه تحت كل اعتبار.


الاحتلال الإسرائيلي هو وحدة من يتحمل مسؤولية

وأكد حمدونة على أهمية قضية الأسرى فهذه القضية ذات أولوية ولها أبعاد إنسانية وأخلاقية ودينية ووطنية وسياسية ، وطالب الجمعيات والتنظيمات والمؤسسات الرسمية والأهلية تنظيم الفعاليات والاعتصامات والمظاهرات المساندة للأسرى والداعمة لهم وإعادة فرض هذه القضية لتكون هَم الإعلامي والسياسي والحقوقي والمستوى الجماهيري .

مبعدو المهد يحملون الاحتلال المسؤولية

من جهة أخرى نعى مبعدو كنيسة المهد الشهيد الأسير المحرر وليد خميس شعث 45 عاما والذي استشهد صباح اليوم بجلطة قلبية ، وذلك بعد سبعة شهور فقط من الإفراج عنة من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد أن أمضى 18 عاما .

وحمل الناطق باسم مبعدو كنيسة المهد فهمي كنعان الاحتلال الإسرائيلي هو وحدة من يتحمل مسؤولية استشهاد الأسير شعث ، وذلك بممارسته سياسة الإهمال الطبي ضد الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال ، وعدم الاهتمام بالجانب الصحي للأسرى ، وكذلك محاولته اغتيال العديد من الأسرى داخل السجون وكذلك سياسة العزل الانفرادي الذي يعمل على قهر الأسير ويشكل ضغطا نفسيا علية يودي إلى آثار تستمر إلى فترة طويلة حتى بعد الإفراج عنه.

كما طالب كنعان السلطة الفلسطينية العمل على تفعيل قضية الأسرى وخصوصا المرضى منهم والذين يعانون من أمراض مزمنة داخل سجون الاحتلال، وكذلك ضرورة رفع قضايا على الاحتلال في كافة المحاكم التي تحاكم جرائم الحرب، وإثارة قضية الأسرى في كافة المحافل الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان.


العقلية الأمنية الإسرائيلية تهدف توريث الاسرى لأمراض خطيرة وخبيثة تبقى تلازمهم وتلاحقهم الى ما بعد التحرر

من جهته دعا الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، من الحركة الوطنية الأسيرة وزارة الأسرى والمحررين وكافة المؤسسات المعنية بالأسرى وحقوق الإنسان والمؤسسات الأهلية والصحية كافة، إلى الاهتمام بالأسرى المحررين ومتابعة شؤونهم وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم من الرعاية الطبية من وزارة الصحة من تأمين، علاج، تحويلات ، ... الخ ومنحهم حق إجراء فحوصات شاملة ومجانية كل بضعة شهور، وعدم تركهم فريسة لآثار السجون والأمراض الخبيثة والخطيرة التي ورثوها عنها جراء .

وطالب فى بيان له المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه هؤلاء وتوفير سبل الدعم والمساندة لهم ، وإعادة تأهيلهم وتوفير الرعاية الصحية الكاملة والنموذجية لهم جميعاً دون استثناء ، باعتبارهم ضحايا لممارسات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه .

وأتهم فروانة بأن العقلية الأمنية الإسرائيلية تهدف من وراء الزج بالمناضلين في سجونها لسنوات طويلة وفي ظروف قاسية الى الانتقام منهم وتحطيمهم نفسياً وانهيارهم جسدياً، و توريثهم لأمراض خطيرة وخبيثة تبقى تلازمهم وتلاحقهم الى ما بعد التحرر وتكون سببا مباشرة في وفاتهم.

مشيراً الى أن دراسات علمية عديدة أثبتت بأن الأعراض والأمراض المزمنة والمستعصية والتي ظهرت وبدأت تظهر على الأسرى المحررين لها علاقة بصورة دالة إحصائياً بخبرة السجن والتعذيب ومنهم من ظهرت عليهم الأمراض بعد سنوات من التحرر.

واعرب عن اعتقاده بأنه لربما يكون لذلك علاقة باستخدام الأسرى حقول لتجارب الأدوية المختلفة أو حقن الأسرى ابر مدمرة صحية تظهر آثارها بعد سنوا، ولربما هذا ما يفسر ظهور أمراض خبيثة ومزمنة على عشرات الأسرى المحررين، بشكل يدفع الأصحاء منهم للقلق والخشية على مستقبلهم وحياتهم في ظل انعدام الرعاية الصحية وعدم توفرها للجميع بشكل نموذجي، وتوفرها للبعض بشكل تقليدي ونسبي

وفي السياق ذاته أوضح فروانة: أن جزءاً كبيراً من هؤلاء الأسرى انتقلوا الى رحمته تعالى جراء إصابتهم بتلك الأمراض، وعدد كبير منهم لا يزال يرقد على أسرة المستشفيات يعاني من أمراض، قد يكون للسجن والتعذيب وآثارهما سبباً رئيسياً في ظهورها، وبعضهم انهار وخارت قواه وبات غير قادر على العمل، ولم يجد ما يعينه أو حتى أن يوفر له الرعاية الصحية المجانية، بل والآلاف منهم (لا) يملكون تأمين صحي يكفل لهم تلقي العلاج الأساسي اللازم في العيادات والمستشفيات الحكومية مجاناً.

واستحضر فروانة مجموعة من الأسرى المحررين الذين رحلوا بعد خروجهم متأثرين بأمراض خبيثة وخطيرة ورثوها عن السجون وعلى سبيل المثال لا الحصر: فايز بدوي، محمود أبو مذكور، وليد الغول، فريج الخيري، سعيد شملخ، سعيد شبات، منصور ثابت، خميس الفار، صالح دردونة، بشير الحوم، نافذ الخالدي، أحمد خضرة، ماجد الداعور، مسلم الدودة، فتحي أبو زناد محمد انعيرات، فوزي عبود، مراد أبو ساكوت ، عبد الرحيم عراقي من 48، هايل ابو زيد من الجولان، والإعلامي حيدر الغول من لبنان، سيطات الولي، فايز زيدات، محمد العملة ...الخ

أسير فلسطيني يتوفى بعد 7 شهور من تحرره وبعد قضاء حكم 18عاما

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى