حكاية الأرض والدم

تراك – وأنت تدفن الأرض بعارها –

تنثر من ذرات دمك

حلمك الذي يصفو (لا ينطوي على ذاته)

إسفلتا لأطفال

وطريقا يلفظ أحجارا لهم

كي تكون الوميض الأخير

وسلة من اليواقيت

 

****

تراك – وأنت تلملم ثوب الحياة المستذل)

تهزا بالبنايات، والمجنزرات،

والنياشين، و(النجمة) التي تصعد للخرائب والدم

 

****

تراك – وأنت تدخل في رحم الموت مقيما –

تدفن الأرض التي انطمست تحت مظلة العفن وتخرج من عبق الدم

فيولد – حين تدخل في رحم الموت

تحت مزاريب الشتاء، نوارة الخوخ، فسقية الحلم

يولد هذا

الوطن

 

****

البلاد غدت ركاما

وأودية من الجثث، رمادا ليس يثوي

وماذا يضيرك؟

فإنك تولد تحت الركام

تولد في قبضة الموت

عهدناك: تنشل أرواحنا المستكينة

تحت رماد المهانة

تلملم أشلاءنا

تحت رماد الخنوع

نحن المقيمين خلف جدار الحياة

 

****

كنا – حين كنا صغارا

نطارد هذه العصافير

نقلق أحلامها وأعشاشها بالحجارة

هذي الحجارة – حين وعتك – رمز و تاريخ

هذي الحجارة هرم التواريخ

قناديل زيت تموج على أرفف الحضارات

سكن العصافير والحلم

وهذي الحجارة سوف تكون

سوف تسهو قليلا

طويلا ستزهو

ثم تزحف نحوك – يا المدينة –

سوف تصبو إليك ... ستزحف

(هذي المدينة بيت

بلا مدفأة

في ليالي الشتاء

انحنت فوق رأس الشوارع

أعمدة قناديلها مطفأة

وشال الحرير يرف بحزن

يلف على جبهات المدينة، يعصبها

يفتح باب الخريف

فتجثو

بأحزانها المرجأة)

****

لا تحزني يا المدينة –

هذا الركام / الحجارة / كل القناديل

تزحف ....

تموج على أرفف الحضارات

سوف يحمل أطفالنا في الحقائب

زيتونة وحصاة

أيتها الشوارع – لا ضير – سوف تزرع في كل يوم

زيتونة وحصاة

علمتنا "جنين " التي يغسل فيها الماء بالدم

والبنايات – التي كان يسحبها نجم السماوات –

فوق رمل الأرض تلهث مثل شاة

لا شيء ...

غير دم يسيل ... ويصعد

لا قلب للعالم

لا جوف له

و لا ضير

سيولد – حين يدخل في رحم الموت

تحت مزاريب الشتاء / نوارة الخوخ / فسقية الحلم –

يولد

هذا

الوطن