الجمعة ٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم علي أبو مريحيل

متى نتحرر؟

إن مفهوم التحرر لا يرتبط بسحب البساط الأحمر من تحت أقدام حاكم أنعم الله عليه بالجنون فأصبح لا يميز بين الطريق والرصيف، لأن الكفاح بهذه الطريقة هو انتحار جماعي لحزمة من القش قررت أن تقف في وجه ثور نازي هائج، خصوصاً وأن بعض الشعوب ما زالت تؤمن بأن ارتداء اللون الأحمر هو وصفة ناجعة للتقرب من المحبوب، دون أن تعلم أنها قد تكون جسراً بين كرسيين تحت أقدام حاكم جديد!

كما أن مفهوم التحرر لا يعني السطو على الممتلكات العامة أو القدرة على حشد خمسة أو عشرة ملايين فرداً يهتفون ضد النظام، لأن الأنظمة البائدة عادة ما تتسلح بالصمم أمام أية هتافات حتى وإن كانت مؤيدة، كي لا يدفعها الغرور إلى الوقوف أمام المرآة فترى وجهها القبيح مرة ثانية!

فالتحرر لا يمكن أن يكون مجرد صدى أو محاكاة لفقاعة صابون كتب الله لها أن تنجو من سطوة الريح فأصابت المخرز بالخوف!

إن التحرر هو القدرة على تحرير عقولنا من سطوة الأشياء التي تحيط بنا .. كأن نفكر ولو مرة في كيفية الإستخدام الأمثل لعقول ما زالت طازجة من فرط ما فرطنا بها!

إن التحرر هو القدرة على التصالح مع أنفسنا قبل أن نطلق لها العنان في التطاول على ما ترتب من فساد خلال فترة الخصومة!

فللتحرر مفاهيم أبعد من مجرد الهتاف وحمل الأطفال على الأكتاف حاملين أحلام جيل غارق حتى الأرض السابعة في وحل الهزيمة!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى