الخميس ٢٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١

زوجتي تضربني!

فوزي صادق

أعطيته الموافقه بعد طلبه الصداقة بالفيس بوك.. دقيقة واحدة فقط! وإذا به يريد الدردشة متجاوزاً العشرات الذين سبقوه، ومبتدئاً بـ (زوجتي تضربني)، فسألته كيف؟ كيف تضربك؟.. فأعاد الجملة مرة ثانية، فلم أتماسك نفسي، وسألته أنت طلبت الصداقة كي تخبرني بهذا؟، فكانت إجابته بنعم، فأعطيته رقم موبايلي في الحال لمعرفة المحال.

اتصل بي فألغيت برنامجي وكل مواعيدي، وقابلته بإحدى المجمعات التجارية القريبة.. لأول وهلة رأيته فيها قد كش شعر بدني وارتفعت حواجبي، وهذا لأني تخيلته ذو جسم نحيل وصغير، ولكن صرعتني الحقيقة، فهو رجل مالي هدومه كما يقول إخوتنا المصريون.. المهم تصافحنا وأخبرني بالمحال الذي زاد عيني إتساعاً بعلامات الدهشة والحيرة.

إلي الآن لم تتضح لي الصورة، ولم أقـتنع بكلامه بعد أن طلب ماءً كي يطفئ نار قلبه، وبقيت أطرح عليه الأسئلة فإن ما يقوله غير مقبول ولا يصدقه العقل، أيعقل أن زوجة تلاحق زوجها من غرفة إلي غرفة بعصى المكنسة أو بمضرابة حب الهريس كما يزعم.. وبينما نحن جلوس وسط بهو المطاعم الكبير، وقف على رجليه غاضباً، فرفع ثوبه وأزاح ملابسه الداخلية حتى بانت خاصرته وجزء من أعلى فخذه!، وكان لون المكان المعني شاحباً ومائلاً إلي السواد، فقال لي: أنظر ماذا فعلت بي الشيطانة بنت الـ..! لقد كسرت المكنسة على خاصرتي! والله العظيم أني لا أكذب عليك دكتور، وإن لم تصدقني اسألها بنفسك، وكان صوته باكياً.. إلي الآن لم أصدقه، وأعطيته بعض الكـذب أو الجنون!

" كل هذا بفعل زوجتك؟ وما هي الأسباب التي تدعـوها إلي فعل هذا بك؟ هكذا سألته، فزادني من الشعر بيتاً، وقال إنه زار شيخ معروف بالمنطقة، وله مركزه ووجاهته، وشرح له ما جرى من الضرب والتنكيل، وأقسم أن الحاضرين بمجلس الشيخ قد شاهدوا آثار الضرب بخاصرته وفخذه، وإنه طلب منهم الشهادة معه عند الشرطة، لكنهم رفضوا، وانتهوا على أن ينصحها الشيخ، وكل هذا حدث له قبل أن يتصل بي، والنتيجة إن زوجته لم تعير الشيخ أي إهتمام بعد أن أعطاها محاضرة دينية ونصائح تربوية بحسن التبعل وآداب إحترام الزوج، ولهذا هو الآن بين يدي.

ركب معي سيارتي واتجهنا إلي شقته بعد أن اتصلنا بإخوتها كي يحضروا معنا، وطول الطريق وهو يردد ويعاتب نفسه: أين الرجال القوامون على النساء، أين توصيات الله والقرآن؟، وقال مما قال أيضاً، إنها تحرمه من الأكل ومن مشاهدة التلفاز بعد إخفاء جهاز التحكم من بعد أو الاحتفاظ بسلك الستلايت.. وإذا بنا أمام شقته وكان في إستقبالنا أخ زوجته، وبعد السلام جلسنا بمجلس الضيوف وكان الزوج بجانبي، ودقائق وإذا بالزوجة تتحدث من خلف الباب ويفصل بينها وبيننا أخيها، وقد شاهدت بأم عيني المفاجأة.. صوتها هادئ وتتكلم بثقل وأخلاق وعقلانية، فلم أستوعب ما أرى! أيعقل هذا؟، فقد توقعتها شرسة وصوتها سيصلنا قبل أن نراها، لكن ما تفسير هذا؟.. سألتها هل صحيح ما يتهمك به، وإنك تضربيه ضرباً مبرحاً بالعصى حتى احمرت خاصرته؟، فكانت إجابتها، هو من جلب هذا لنفسه، ويستحق أكثر! (كيف؟) سألتها، فقالت زوجي غبي، وأنا أكره الرجل الغبي، وإخوتي كلهم أذكياء، ولهذا أنفس عن خيبة أملي وحظي التعس في بدنه ولحمه، وصراحة الأغبياء لايستحقون العيش، وهو محظوظ إنه لم يمت تحت يدي بعد، فقاطعتها، هل تقصدي إن تصرفاته لاتعجبك؟ فقاطعنا أخوها وقال: يا أخ نحن لا نعرفك، ولا نعرف لماذا أنت هنا، ولكن إن كنت من الشرطة أو من الجمعية ، لتعرف إن زوجها حمار ويستحق كل هذا وهي تأدبه وتربيه كأمه، وكل هذا بسبب خطأنا وتزوجينا أختنا، رحمك الله يا والدي، أنظر ماذا فعلت بنا بعد أن زوجت فلانة العاقلة بإبن أخيك الـ.. الـ....

فزادت زوجته كاهلي ثقلاً، وقالت: من غباءه، إنه ذهب يشتكي للشرطة، فطردوه وقالوا له أحضر تقريراً طبياً، فعمل تقريراً لكنه خبأه في بيت أخته، وبعد مضي شهر ذهب به للشرطة، ونسي الغبي إن معالم الضرب قد اختفت من جسمه، فرمى التقرير، فقلت لها، لكن هي موجودة الآن، ففاجأتني! لا أخي، حصل هذا في الضربة الأولى بالعام الماضي، وبصراحة، أنا تعهدت على نفسي أن آخذ بثأر كل بنات حواء منه، فسألتها كيف غبي وظهر عندي بالفيس بوك وطلب الصداقة ووو..، فقالت أكيد عن طريق إبن أخته فلان، فنظرت إليه ولم يعلق.. فأخذت بجلابيبي وانصرفت.

فوزي صادق

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى