الأحد ٢٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم سعيد العلمي

أمَّـــتـي

أيا أمّـة ً تــُضْـحِـكـيـنَ الـجَـمادْ ولا تـَـخـْـجَــلـيـنَ أمامَ العـِـبـادْ
تـُـذلـّيـنَ في الصُّـبـْح ِ عِـنـدَ النـُّهـوض ِ وتـَـنـْسيـنَ في الليْـلِ عـِنـْـدَ الرُّقادْ
نـَبـَذتِ العُـلـومَ بـِعَـهْــدِ انـحِـطـاطٍ وأمْـعَـنـْـتِ في الجَهْـل ِ قـوتاً وزادْ
قـُروناً خـَـضَعْــتِ لـِمُـسْـتـَـعْـمِـريـنَ فـَأ ُوْصِدَ فيكِ الـنـُّهى والفـُؤادْ
وأصْبـَحْتِ كالـطـَّيـْرِ في حَــبْـسِـهـا تـَـخالُ الوُجودَ قـُـفـَـيْصا ً.. جَمادْ
وتَـَسْـخَـرُ في السِّـجْـنِ مِـنْ طائـِـرٍ يـُحَــلـِّـقُ فـوْقَ الفـَلا والوهادْ
تـَـشـَبـَّــْتِ بالـحِـقـَـبِ الخـالـيـاتِ بـِقـَوْمٍ قـَـضوا فوْقَ ظهْرِ الجـيادْ
وكانوا مِنَ العِلـْم ِ فوْقَ البَرايا وكانـوا مِنَ العـَـقـْـلِ صَرْحَ السّدادْ
ولمْ تـَـفـْـطِـني لمُرور ِ الزّمانِ ولا لـمآلِ الـقـَــنا للنـّــفـادْ
ولا كـَـيـْـفَ زالـَتْ سُـيوفٌ وخـَـيْـلٌ وحَـلـّـتْ حُـروبُ السَّـما والزِّنادْ
رجالـُـكِ أسْـدٌ عَـلى كـُلِّ أهْـلٍ وفـِئـْـرانُ يـَـوْمَ تـُداسُ الـبـِلادْ
تـُـسَـلُّ السُّـيوفُ إذا لاحَ رَحْـمٌ دِفاعاً عَـنِ العِـرْضِ والاعــتِـقـادْ
ولكنْ إذا لاحَ جَـيْــشٌ غـَـريـبٌ وهَــتـّـكَ بـِالعـِرْضِ دونَ اتـِّــئـادْ
نـَسوا كـُـلَّ عـِرضٍ نـَـسوا كـُلَّ أرْضٍ وصاروا ضَـحايا العـَـمى والقـُـعادْ
حَـسَـبتِ الحـلولَ بـِسِحْـرِ الصّلاةِ وذِكـْـرِ الرّسـول ِ ودَعـوى الجـِهادْ
لــَهَـجْـتِ بإسْـمِ الإلـهِ الرّحـيـمِ ونـِمْـتِ عـَمـيـقاً ولا مِنْ سُـهـادْ
وعَـلـّـيـْـتِ مِـئـذَنـَـة ً باعْــتِـدادٍ ولـَـمْ تـَبـْـنٍ مَدْخَـنـَـة ً باعـْـتـِدادْ
أخـَذتِ الدِّيــانـَةَ عـُــشْـراً مُـريـحاً وأهْـمَـلـْـتِ تـِسْـعاً بـِها كـُلّ زاد
هُـوَ الله ُ نـَـزّلَ قــُرآنـَهُ وتــَنـْسيـنَ مَعْـنى الهُدى والمُـرادْ
نـِساؤكِ نـِصْـفـُـكِ عـبـْـدٌ لـِنـِصْـفٍ كَما كانـَتِ الناسُ في عَـهـْدِ عادْ
فـَـبـِاللهِ هـَـلْ في الوَرى مِنْ شـُعـوبٍ تـُـذِلُّ النـِّساءَ وتـَـبْـغي الرّشــادْ
وكـَيـفَ لأمٍ نـُـهـاها ذلـيـلٌ بـِتـَـرْبـِيـَةِ النـَّجْـلِ دونَ القِــيادْ [1]
وهـلْ للنـِّـساءِ مِـنَ العُــرْبِ دَوْرٌ أمِ الدّوْرُ حَـمْـلُ الحِــلى والقـِلادْ
فـإنْ يَـلـتـَحي أيُّ غِـرٍّ غـَـريرٍ تــَفـَـرّدَ بالـدِّيـنِ أيَّ انـْـفـِـرادْ
وَحُـفِّـظ َ صَـمّاً مَـقـالا ً فــَـريداً وأضْـحى عَــدُوّاً لـكـُـلِّ اجْـتِـهـادْ
فلا يَـفـْـقَـهَـنَّ مِـنَ القـَـوْل ِ شَـيـْـئا ً سِـوى قـَــبْـضَـهـُنّ بـِغـَـيـْرِ اقـتِصادْ
وَلوْلا الحَـياءُ وعَـيـْنُ الرّقـيـبِ لنادى بـِبــَيـْعِ الـنـِّـسـا فـي المَـزادْ
ولا يـَذكـُرَنَّ نـِفاقـا ً وظـُـلـْـما ً ولا الفـَـقـْـرَ والجـَهْــلَ ... بَحْرَ الفـَسادْ
ولا حاكـمـيـنَ استـَـبـَـدّوا وشَـطـّـوا ولـَـمْ يـرْفـَـعــوا رايـَـةً أو عِــمادْ
ولا قـُــدْسَــنا داسَـهـا كـُـلُّ وَغـْـدِ ولا أخْــوةً شُــرِّدوا في البـــِلادْ
أيـا أمـَّـتي فـإلامَ الهَـوانُ وحَــتـّامَ تـَخْـشينَ كـُلَّ انـتـِقـادْ
وحَــتـّامَ تـَحـيـيـنَ فـي وادِ أمْــسٍ وما نـَـفـْعُ أمْـسٍ لرَدِّ اضْطِـهـادْ
وهـلا ّ لـِمَـجْـدِكِ أنْ تـَـزْرَعـيهِ وأنْ تـَحْـرُسـيهِ لـِيَـومِ الحَصادْ
لـِجـيلٍ سَـيـَـبـْـرُزُ بـَيـْنَ الشـُّعـوبِ يـُبـَلـِّـلُ ريـقَــَـكِ شَـأنَ العِـهادْ [2]
وَيـشْـمَـخُ بـِالـفِــعْـلِ شَـأنَ الجـِبالِ فإنْ يـَصْـبُـوَنَّ لسَـبْـقٍ أجـادْ
وإنْ يـَعْـبـُدَنّ بـَـكى في خُــشوع ٍ وكانَ معَ الأهْـلِ شَـهْـما ً جَــوادْ
أيا أمّـة ً تـُضحِـكـيـنَ الجَـمادْ وتـُـبكـيـنَ ابـْـنـَكِ رَغْــمَ البـُـعـادْ
ألا تـَخْـجَـلـيـنَ أمامَ الإلهِ وما كـانَ رَبـُّـكِ يـَوْمـا ً بـِعـادْ [3]

[1القياد:حبل تـُقاد به الدابه

[2العـهاد: المـَطر في أوله

[3عادْ: ظالِم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى