السبت ٢٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم هبة أنور سعيد قاق

سيدة الجلالة

كان يعلم كم هي مولعة به وبكل ما قد يترك أثراً عليه!

التقيا حين غفلة، وذهبا بعيداً ليتبادلا بضع مِن الحُب، سِراً لكيّ لا يُغتال مِن السائرين!
هوَ يُدرك أن باستطاعته استغلال ضعفها أمامه بأقل مِن دقائق قليلة، كيف لا؟ وهو رجل إلى حد لا ينتهي.. هو شماعة تُعلق عليها كُل مُستقبلها ليقضي على ماض فارغ مِن الهوى.

باستطاعته أخذ كُل ما يريد وما يخطر على بالها أيضاً، لكنه اكتفى ببراءة, أن يُسدل يديه الدافئتين كَشال حرير على جسدها، أن يقتُل كل المسافات الغبية بينهم.
ويقيس حرارة الشوق الطاعن بقلبهِما عن قُرب!

هي أُنثى بجدارة كما أنها تقترف كُل الحماقات المُخترعة لِأجله، سيدة قلبه؛ أميرة حُضنه الوردي ..
لم يمض على لقائهما سوى أيام، وبفعل ما مكث بداخلهم من رغبة عِناق للأيادي، بعثت له قبلاتها على صورة لكليهما وكتبت :
"بلغت مِن الصبر كثيراً .. إما أن تأتني أو ارسل لي يداك".
 
لم يفهم قط تعلقها الكبير بيديه، حتى أنه بات كُلما اشتاقها نظر إليهما وقبلهما .. تماماً كما يُقبل يداها!
وبالحقيقة إن كانت رغبة العناق قد بدأت لديها فهو قد تفشت بجميع أجزائه!
لِذا لم يُفكر مرتين،
لم يتخِذ العقل مكاناً له، ذهب مهرولاً إليها.. واتفق أن يمنحها كُل ما لا يُمنح، وأن يكون لها وطناً لا يتلاشى،
كُلما اندثر يعود ليبدأ بحبها من جديد ..!
 
هوَ اتخذ مِنها جنة يأوي إليها حين بؤس!
جنة لا يطؤها إلا عاشق قد بلغ فيه الجنون حده .
هيَّ اتخذت مِنه أحلامها الواقعية، وقصص خيال لا تتحقق إلا معه.
فنتازيا الجمال هو
وهي عجائب الدنيا لديه!
 
كُل ما قد يحدث ببراءة عَشيقين،
بجنون الوله،
واندفاعهما؛ قد حدث..

انخرطت أحلامهما بقوة ليس لها مثيل، واندمجت أرواحهما سوياً، بات كُل منهما يحمل اسم الآخر عِنوة / خفية عن الأيام .
سرقوا الأوقات بل صنعوها، ومَضيّا ينسجان عُمرهما جسراً مِن القُبل، لا يهابان شيئاً كأنهما مُحاربان شُجاعان، شهِد لهما الزمن والهوى بتهورهما، وشدة التمسك بما صنعا من تفاصيل لحياة ستكون كُل شيء لكليهما.

حتى أنه أقسم بأن يُحيّك لها قلادة مِن ورد لا يذبل، ويمد لها جسده لتعبُر إليه دون عناء البعاد.
هيَّ وعدته أن تستمِر بقطف الياسمين لِأجله، واكتفت بأن تتخِذ من الياسمين مكاناً تلجأ إليه كُلما عذّبّها الاشتياق ولوعها، كُلما نكل بها الانتظار وأخذ ينهش بجسدها.
 
وبقي الليل هوَ الهاجس الوحيد للقائهما ،، هو ما يحول دون أن يصُبا كُل جنونهما سِراً وجنوناً يفوق الوصف!
ففي الليل يكمُن كُل احتياجهما لبعض.. وبالليل أيضا يطيل التمني/ "لو أننا معاً، لو أننا الآن بين أحضان الأماني" .
 
هو سيّد الأشواق
رجُل أيامها من لا تخاف بحضرته شيء ..
هو مُبدع بالكلِّم!
 
هيَّ سيدة الجلائل المُحترقة دموعاً بين ذراعا سريرها والليل..
جلائل بيضاء، تتخذ صفة السواد مِن كُحل عينيها الساحرتين.

وحيدة هي وجلالة تُحادِثها، تُشاركها آلامها واحتياجها له.
 
هوَ سيّد الأوقات. 
هيَّ سيدة الجِلالة!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى