الثلاثاء ٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم علي أبو مريحيل

لماذا لم يخبرنا المنجمون !

هل كنا على مفترق طرق في انتظار هبوب عاصفة تمسح غبار الصمت عن وجه الرصيف؟ أم كنا نسير في ممر مظلم قبل أن يضيء "البوعزيزي" لنا الطريق بجسده المشتعل نحو شمس الحرية؟ هل كان يجب أن تعيد الثورة صياغة مفهومها كي ندرك أنها تفضي إلى نصر؟ أم كان يجب أن ندرك أولاً أن الثمن لايتجاوز حدود بحّة الصوت أمام بلاط السلطان؟ كيف غاب عن أذهاننا خلال العقود الماضية أن للحنجرة جدوى وللصوت صدى؟ لماذا لم يخبرنا المنجمون وقراء الغيب وعلماء الفلك أن للصوت أثراً كبيراً على تهاوي النجوم عن أكتاف حاكم عربي احتكر كنوز السماء واستباح دم القمر؟ معادلات وحقائق كنا نجهلها قبل السابع عشر من ديسمبر الماضي حين أسدل "البوعزيزي" الستار على الفصل الأخير من الصمت بفعلته التي لم تكن عملاً انتحارياً بقدر ما كانت تعبيراً مؤلماً عن مدى العجز الذي أصاب الجسد العربي، لذلك كانت الإستجابة سريعة ومدوية حيث أثبتت الإرادة العربية بما لايدع مجالاً للشك أن الأنظمة الدكتاتورية التي جثمت على صدر الشعوب لسنوات قياسية، لم تكن سوى مجموعة من الخيوط العنكبوتية التي كـُتب لها البقاء لأننا لم نكن نعلم أن مسّها بشيء من الغضب لايصيبنا بالشلل ولايؤثر على أدائنا الجنسي في ليالي العسل، ها نحن نجني ثمار أصواتنا الوليدة في بستان مازالت تربته رطبة ومازالت أبوابه مشرعة .. لم يكن الناطور إذن سوى قبعة من القش تغطي عصاة نخر السوس قلبها فتهاوت أمام أول نسمات الإصلاح والتغيير .. فكم من البذور يلزمنا كي يورد البستان بمزيد من الأزهار، وكم قبعة ستسقط أمام الرياح القادمة ؟؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى