الثلاثاء ٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم إسراء عبد الهادي عيسى

إلى شخص فريد من نوعه..!!

من فضلك.. هل تسمح لي بالدخول!! لا تسألني إلى أين.. لأنني لن أخبرك أبداً.. ربما أدخل بين كلماتك بين حروفك أو أقتحم أنفاسك أعتقلها وأجعلها...!! اصمت يا قلمي الآن وعد إلى غفوتك التي علا شخيرها.. عد إلى سباتك الذي طال إلى أن خشيت اعتياده.. لمَ تقاوم وسنتك..!! أنت أيها العابث اللعوب ماذا تريد الآن من قلب أنهكته الوحدة.. قلب جعل لنفسه ألف حبيب وحبيب..

ربما أكون أختاً أو صديقة أو أُماً أو حبيبة لكنني لن أنتظر منك إذناً.. سأجعل منك نصاَ أدبياً أو نصباً تذكارياً أو ربما أخلق منك لوحة زيتية يتجلى من مناجاتها الليلية لحناً بدائياً.. ما رأيك ألا أستحق الدخول إلى عقر ذاتك..!!

أعرف أن هذا كله لا يعنيك أو أنا كلي لا أعنيك.. ربما أكون مجرد طفلة تلهو فوق الدفاتر وترقص خلف الجدران الملونة.. مجردّ وما أوسع كلمة مجرد.. أما أنت فأنت رجل مزيد.. ناضج أنت، ووقور. وبرغم أنك الرجل المزيد إلا أنك تجعل مني اسم نكرة لتبقي نفسك دائماً الاسم المعرفة.. ما هذه الأنانية.. وتدعي بأنك تهتم لشؤون الآخرين.. كم تكثر من علامات الترقيم حين أكلمك.. لا ليست علامات الترقيم كلها.. بل الشرطات والفواصل هي التي اعتدتَ تكرارها.. قبل أن نبدأ محادثتنا تعلمني بأننا لن نستطيع التحدث لأكثر من دقيقتين.. كم أنت كريم.. كم أنت جميل.. وكم أنت بخيل..!! كأنك تقول لي لا تحزني إن لم نواصل حديثنا لأنني دائم الإنشغال.. تبرر لي المواقف.. وكأن حزني يهمك..!! لا تحزن.. أعرف أن قلبك رقيق.. وأعرف أيضاً أنك تهتم لحزن الآخرين.. لكن..!! حزنك أنت ألا يهمك.. متى سيصبح لذاتك مكانة في نفسك..؟!

خذ قسطاً من الراحة عد به إليّ.. عد إلى حيث لم تكن يوماً.. إرحل إلى عالم الألوان والألحان والسكون.. لكل "دوم" في الموسيقى "تك" تقابلها.. فلا تكن "التك" دائما ولا تكن "الدوم".. لأنك إن كنت أحدهما فقط فلن تكون يوماً ما لحناً.. ستبقى خطاً مستقيماً مزعجاً ليس لك صوت ولا وزن ولا تأثير.. كن الاثنين معاً.. اذرف دمعة من عين وابتسم من العين الأخرى.. إغضب.. إحزن.. إضحك.. لا تبالي.. سيصبح لحياتك معنى.. أرفض.. أصرخ وعبِّر.. إسرح في خيالك واعطني جزءً منه لأسرح أنا فيه..

رائع أنت.. جميل أنت.. وفريد من نوعك أنت.. لم تصادف حياتي القصيرة شخصاً مثلك ذات يوم.. ولم يكن خيالي واسعاً كفاية لأعرف أن في الدنيا من هم مثلك.. خانني خيالي ويا لخيانته.. وها أنت اليوم أمامي شخص فريد من نوعه لكن ينقصه الألوان والألحان.. فهل تسمح لي بأن ألج بك عالماً لا تسكنه الرتابة..!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى