الأربعاء ٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

من المسكوت عنه..

بعد أن طرح العديد من الأسئلة حول هذا الموضوع قال:

"أسئلة أرميها في ملعبكم لمحاولة إيجاد إجابات لها.. كل حسب تجربته ونظرته.. وآمل أن نخرج بأفكار فلسفية وحوار ثر.."

أما الموضوع- المسكوت عنه في اعتقادي - والذي من أجله تم طرح هذه الأسئلة يكمن في هذا السؤال المطروح والقائل:

لماذا ينجذب نظر (الانسان) الذكر إلى صدر الأنثى غالباً أول ما ينظر إليها؟؟!!

ويقول: هل المسألة لها علاقة باشتياق قديم وحنين يعود إلى أيام الطفولة عندما كان الإنسان يتلذذ بمصه للحليب عبر حلمة ثديي أمه؟؟!!

لتخفيف أمر الاجابة أرى- حتى لا نجد حرجاً في ذلك - أن نشير إلى ما أوردته كتب الصحاح عن أن أم سليم قد جاءت إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم – والسيدة عائشة حضوراً - وقالت له: (.. إن الله لا يستحيي من الحق، أرأيت المرأة ترى في النوم ما يرى الرجل، أفتغتسل من ذلك؟) فأجابها الرسول الأمين على سؤالها!! وغيره من أسئلة متفرقة وضع لها نبينا الكريم إجاباتها النبوية.. (مثل ماء المرأة أصفر رقيق وماء الرجل أبيض غليظ.. ومثل يذوق عسيلتها وتذوق عسيلته الخ ..) ، بل حسبنا ما قاله الخالق الحكيم في سورة البقرة حول هذا الموضوع في قوله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ البقرة222. وكل هذا من قبل ومن بعد أن شاع بين المسلمين كافة القول المأثور: لا حياء في الدين، أي في تعلمه وتعليمه، أيًا كان موضوعه.

فالإسلام – وليس هذا اعتقاداً مني - لم يهمل هذا الجانب الأساسي من حياة هذين الكائنين والذي قد يحسبه بعض الناس أبعد ما يكون عن الدين واهتماماته، بل قد يتوهم بعضنا أن الإسلام ينظر إلى "الجنس" وما يتصل به على أنه "رجس من عمل الشيطان" وأن نظرة الإسلام إلى الجنس كنظرة الرهبانية إليه.. كلا، فالفروقات في التكوين الجسدي الظاهرة بين الذكر والأنثى تدعو فعلاً للتأمل وللتفكر، ناهيك عن الفروقات الباطنة.. والتفكر بل التأمل خاصية إنسانية في مقدورها تقريب ما بعُد عن الأفهام من إجابات!!

فالإسلام في الواقع قد عني بهذا الجانب الفطري من حياة الإنسان، وهو الجانب الذي بدات به حياته على ظهر هذا الكوكب فكان لزاماً على الاسلام أن يضع لهذا الأمر من القواعد والأحكام والتوجيهات ما يضمن أداء هذا الإنسان لهذه الوظيفة في غير غلو ولا كبت ولا انحراف نأياً بها عن مشابهة أداء الحيوان لها !!!!

ورؤيتي الخاصة للاجابة على السؤال المطروح: لماذا ينجذب نظر (الانسان) الذكر إلى صدر الأنثى غالباً أول ما ينظر إليها؟؟!! أرى أنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالفلسفة (أي بالحكمة) .. هذه الحكمة التي ذكرها الخالق الحكيم في قوله تعالى: رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ.. وفي قوله تعالى: ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ .. وفي قوله تعالى: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ.. والاشارة هنا إلى النساء!!

أقول: رسخ في ذهني أن الاجابة على هذا السؤال لها التعلق الذي لا فكاك منه بأنهار الجنة الأربعة: (الماء، اللبن، العسل، الخمر..) أدرك الناس ذلك أم لم يدركوه !!!! فلنتأمل كل ذلك من باب الحكمة ترتيباً وربطاً وتأويلاً.. فبمثل هذا التأمل التأويلي أعتقد أن الاجابة ستدنو من الفهوم!!!!!

وقد سبق أن كتبت مقالاً في هذا الصدد تم نشره بديوان العرب تحت عنوان: (الثديان والأنهار الأربعة) فمن أراده فليرجع إليه..
وفوق كل ذي علم عليم..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى