السبت ١٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم علي أبو مريحيل

في تعريف الحنين ..

هي دمعة لا نلمسها حين تذرفها شغاف القلب، لأن من يستحقها يتجاوز معنا حد الشراكة.. حين يستأثر بها على وجنتيه!

ماذا يعني الحنين سوى التلفت إلى جهة القلب، سوى الوقوف أمام مرآة تعكس سعي كريات دمنا البيضاء على بساط أحمر لا يليق إلا بهم، أولئك الذين يشغلون حياتنا بهدير الصمت وأريج الذكريات ..

ماذا يعني الحنين سوى السير على حافة الشوق بلا خف يخفف من حدة الانزلاق نحو دوامة الماضي البعيد بمعناه، القريب بما يدنيه منا حد الالتصاق ..

صور تقلها سحب تطوف حول بيتنا العتيق، تغمرنا برذاذ الحلم دون أن تبلل قلوبنا بالمطر، كي تحافظ على حرارة اللقاء ولو عبر خيط رفيع يمتد من أقصى الشرق إلى أقصى النبض والقلب ..
ها هو أبي يرفع كفيه بالدعاء كمئذنتين تضيئان

وجه الليل بذكر الله!

وها هي أمي تسير على أصبعين كي لا تشي الأرض بقدومها لتطمئن على سلامة حلمي وعلى سير دورتي الدموية!

وها أنا أهرول في بري خلف دمعة تقطع الحد الفاصل بينهما..

فتارة انحاز لأبي حين يحيله الدمع إلى طفل صغير تحت وطأة الشوق!

وتارة انحاز لأمي حين لا يجاريها في فضاء

الأمومة سوى زيل ثوبها الملائكي!

وحدي هنا أنثر شظاياي جسراً نحو آخر ذرة

تراب علقت بنعالهم!

وحدي أحاول أن أفتش في الفضاء عن هواء

يحمل طيب أنفاسهم!

وحدي هنا على مشارف البكاء أقارع وحدتي ..

ووحدهم هناك يقرعون باب السماء

بالدعاء لي والرجاء!


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى