الخميس ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم
العابد الآتي من المستحيل
على بعد ثلاثين مرحلة من دروب الجلجلةعند قمم التلاحم والسمووجرعتين من مياه الأردنومثلهما من مياه نهر السينمتنقلا ًبينهما كعاشق اللازوردوحسناوات الفرنجةلم يزل واقفا ًعملاقا ً يحاور النجوممتكئا ًعلى لوعة يوليسيس وتصميمهفي بحار بلّورية الظلاليقود سفنه البنفسجبةعبر أبراج من أمواج الصخب والمداهماتعابرا ً كل البحار السبعةبحنكة السندبادوتأملاته الآتية من وراء الأفقبالفضة والذهب الإبريزيقايض المنجزات والسهول والرياح" حاملا ً روحه على كفه "سينال ما يبتغيه وما يسعى لهالأثمان أغلى مما يتصوروالنبوءآت تعانده بأنبيائها الكذبةالمنتشرين بمنعطفات المسالك المتوترةبسيوفهم وحرابهم المطرزةومكعبات الإسفنج تنز بما تحتويهمن منابع القطران والنفطوهناك صاحب القبعة العنكبوتيةالملونة بصور الهنودذوي الريش اللماعةالذين ضحوا بخيولهم البريةونسائهم المشتهاةوالذين سيق بهمإلى الصحاري والصخورالكبيرة" حيث لا حزن ولا بكاء ولا ألم "يصارعه هذا المدجج بالدجل المتجددكلما أحس أنه قاب قوسين من طوق النجاةلكنه سينال ما يبتغيه وما يسعى إليهرغم الكتب والأسفار المدونة بحبر مزيفلتبعده عن معشوقته التي لن تزوللكن حبه لزنوبيا أقوى من كل التزاماتهبقوة عصير الزيتون الجبليوقوة الصبار الآتي من الصحاري اللامتناهيةفالهواء والمياه والظلالتتمسك به ويتمسك بهاإلى أن ينال ما يسعى إليه