الثلاثاء ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

مختفون

أفتش عن ابني الذي اختفى ولم يتجاوز عمره شهرين. له عينان زرقاوان وابتسامة حلوة وجرح على صدره تسبب له فيه والده أثناء عملية الضرب والجرح التي كان يقوم به ضدي كل مساء. من تعرف عليه فليخبره أن والده ما زال يضربني. فأرجوك يا ولدي لا تعد وابق حيث أنت.

أفتش عن زوجتي التي غادرت منذ سنة بعد رفضها رفضاً قاطعاً أن أمارس حقوقي الطبيعية من عض وركل ورفس وتجويع وخيانة. من رآها منكم فليخبرها أني مازلت مصراً على انتزاع حقوقي كاملة بكل الوسائل القانونية. فلتعد وإلا..

أفتش عن زوجي الذي غاب منذ عشرين سنة بعد اكتشافه لخيانتي له مع مالك المنزل رغم أني حاولت ما أمكن إقناعه أن ذلك يصب في مصلحتنا ومصلحة أطفالنا. أطلب منه العودة إلى البيت ليرى بأم عينيه التغييرات الإيجابية التي طرأت على المنزل والسعادة التي يعيش فيها أبنائي منه ومن مالك البيت جازاه الله خيراً.

نحن مجموعة من التلاميذ نبحث عن أستاذنا الذي اختفى منذ ثلاثة أشهر بعد أن صفعه أحدنا عقاباً له على عدم تركنا نغش كما يفعل الجميع في بلدنا الحبيب. وقد غادر القسم وهو يحمل السبورة على كتفيه. الرجاء ممن التقى به إخباره أن المشكل قد حل بصفة نهائية بعد زيارة للقسم قام بها السيد وزير التربية الوطنية والذي سمح لنا بالغش وحتى بوضع النقط لبعضنا البعض. لذا نطلب من أستاذنا المبجل الرجوع حالا ونسيان الماضي والنظر إلى مستقبلنا المضيء.

والآن أعزائي النظارة الكرام نقدم لكم السيد البرلماني المحترم الذي كان قد اختفى منذ سنة والذي ظهر أخيراً بعد النداء الذي وجهه إليه مواطنوا منطقته الذين كانوا قد صوتوا عليه بالإجماع برفع كل أصابعهم بما فيها أصابع أرجلهم. وقد كان اللقاء حاراً جداً. وها هو السيد البرلماني العائد يشرح للنظارة الكرام سبب اختفائه.

"منذ نجاحي في الانتخابات وأنا حائر لا أعرف ماذا أعمل؟ أأبني قصراً أم أشتري باخرة صيد أم أنشئ عمارة خيالية أم أسطو على شاطئ ببحر الهوى والأحباب؟ ولأن أحسن طريقة للتفكير والتمحيص هي الابتعاد عن الجماهير الشعبية فقد سافرت إلى إحدى جزر المحيط الهادي حيث قضيت كل هذه الفترة في التفكير في مستقبل أولادي وعائلتي وزعيم حزبي. وها أنا الآن عدت وسأبدأ مشاريعي بحول الله طالبا من المواطنين أن يكونوا لي خير سند في هذه المهمة الوطنية ويدعوا لي بالتوفيق والنجاح في رسالتي هاته التي من أجلها صوتوا علي. فشكراً لهم ألف مرة ومرة وإلى حلقة أخرى من برنامج "مختفون" الذي اكتشفت مزاياه وأنا أطالع رواية"ألف ليلة و ليلة في البرلمان"


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى