الأربعاء ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم محمد ربيع هاشم

ألتحمُ بالجمرِ في دمائِكِ فأستعِرُ

أتوكّأ على روحِكِ
وأستريحُ
وأنفُثُ من روحي ذراتَ عشقِكِ
ألتحمُ بالجمرِ في دمائِكِ
فأستعِرُ
وأستعيدُ ما مرّ قبلكِ فأبتسِمُ
ما عشته كانَ عريشةً لانتظاركِ
قسّمتُ أركانها شيعاً
وتشبثتُ بالوقتِ
وانتظرتُ
سافرتُ بين أسنةِ الريحِ
ودورانِ الشمسِ
تشقّقتْ لأجلكِ عروقي
وظلّ القلبُ يهتزُّ كأنّه جانٌ
وانتظرتُ
حملقت الدوائرُ ما بيني
وبين همسةٍ منكِ
أيتها المنقوشةُ في مشيمتي
الملتفةُ بروحي الجريحةِ
ضمّدي جراحَها
واستعيدي مُدُنَ العشقِ الراحلةِ
حاولي أن تنفذي بين أقطاري
وحافظي على وَلِهٍ مثلي
استسلمَ لرحلتكِ المقدسةِ
إلى خبايا الروحِ
وأنّات الجسدِ السقيمِ
أنتِ أنتِ هيَ
لا أحتملُ نطاقَ المنطقِ
ولا أحفلُ إلا بسرٍّ أتانا
في ليلةِ عشقٍ تحت سفحِ الحُلمِ
زاوجي بين الشرايينِ
علّقي على جدارِ القلبِ أغنيةَ بناتِ أورشليمَ :
أنا لحبيبي وحبيبي إليْ
ما بين صلواتٍ وترانيمٍ وضجيجِ
يصعدُ موكِبُكِ المقدَّسِ باحتي
كان تاجُكِ من دَمِي
وفستانُ عُرسِكِ منقوشٌ
بحباتِ عَرَقٍ على جَبيني
بين عينيّ أسكَنْتُكِ
وحين مدَّ السؤالُ أنفاسَهُ
لثمتُكِ بقُبلةِ المُحاياةِ
لستِ جالاتيا لأتأملكِ
ولا فينوسَ لأحلمَ بكِ
ولا أفروديت لأعشقكِ
فكلهنّ أنتِ
وأنتِ حلمٌ لهنّ
نسيتُ بين عينيكِ مُسوحي
وأذِنتُ لأسطورةِ عشقِنا أن تُنْثرَ
على جبينِ القمرِ اللُّجَيني
ووجهِ البدرِ الحنون
أمارسُ فيكِ الجنونَِ
أستريح في خُطوةٍ إليكِ
وأُتَوّجُ رأسيَ بصدركِ
فيضانٌ في رأسيَ المكدودِ
وعرسٌ بقلبي
يا حبيبتي اقتربي
إننا تطابقنا فامتزجنا
فاعترفنا باللذي أرّقنا
واحتفلنا بالتنقلِ بين مرافِئِنا
أتُرانا قد جُنِنّا؟
أم أنه المثولُ الحبيبُ؟
الوصلُ يُطعمنا الطريقَ
يمنحنا قوةَ التحليقِ
فاستكيني بين كَتِفَيَّ وصدري
واعرفي أن قَدْرَكِ قَدْري
وأننا نذوبُ
في دمائنا نذوبُ
في روحِنا نذوبُ
في رعشةِ أجسادِنا نذوبُ
ثم نُكملُ حفلَنا وحدَنا
ضاربينَ حِجاباً من قَصَبٍ حولنا
وانصهارُنا يذوبُ
كلنا يذوبُ
فاحتسي من فمي سرّ الحياةِ العجيبَ
فبهذا المزيجِ نفنى
ونختفي معاً
فلا سبيل للرجوعِ
ولا للدموعِ
فقط نعيشُ معاً
نخترقُ كلَّ خلايا العشقِ
منسربين نحو الكونِ الوليفِ
فكفانا أننا معاً
ولا سبيلُ إليكِ إلا منكِ
ولا نتوجُ عشقَنا الآن إلا
بالنسيجِ الجديدِ
فلا أفرق بين ذوبان السكر
في رشفة منكِ
وتهللِ الماءِ رقراقاً في عيوننا
وأذانِ فجرِ يومٍ جديدِ
فاكتبي يا حبيبتي :
أنا أعشقُ هذا الرجلَ الساحرَ
فقد علّقت تعويذةَ عشقِكِ
في جيدكِ
ووشمتُ صورتَكِ بين ضلوعي
لننامَ معاً ياحبيبتي في سلامٍ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى