الخميس ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم رقية عبوش الجميلي

المجتمع في دراما«الحلقة الثانية»

أشرت في مقالي السابق، إلى أثر الدراما في مجتمعنا، وكان ذلك الاثر إيجابياً، من حيث تحفيزه للعاطفة المكبوتة، في أغوار سيداتنا الوقورات، أما اذا كانت تهيل علينا من الكوارث ما لا يستهان به. فقد اصبحت سلاحاً ذا حدين!

وقعت قبل مدة ليست بل بالبعيدة، حادثة يئس لها كل من سمع عنها، ولو أنني سمعتها من عامة الناس لكنت شككت في الامر، لكن من المؤسف ان الضحايا هم من اقربائي، طفلين لم يتجاوزا سن السادسة. توأمان جاءا الى هذه الدنيا في اللحظة ذاتها وفارقاها في ذات اللحظة. وتعود أسباب الكارثة الى ان المسكينين كانا يمثلان مشهداً من المسلسل الدرامي (وادي الذئاب)، فقاما بإشعال فتيل من النار، وراحا يلقيان علب عطر مضغوطة بغاز(البيوتان)؛ ليحدثا انفجاراً ويحرقا (مراد علم دار)، وفي تلك الاثناء شبت النار، وفر من حولهم أصدقاؤهم، اما المسكينان فقد التهمتهما نيران مراد و(انهجمت الدار). ومما جاءت به الصدف، ان اهل الطفلين كانوا حينها يتابعون أحداث المسلسل ذاته، حيث تسلل الطفلان بعد تأثرهما بمشاهد المطاردة، وراحا يحلمان ويتغنجان لاقتباسهما دور البطولة.

صدق المثل حين قال: (شر البلية ما يضحك)، وراح الاهل يعزون ذلك الى القدر والحظ، كما اعتدنا ان نجعله شماعة إهمالنا اموراً قد تفتك بنا. ومن المؤسف ان نجد انفسنا ممن تركوا قرة الاعين في دوامة، لا يفهمون منها سوى حوارات تثير فيهم غريزة العداء والعنف! برغم أننا بحاجة ماسة لإعادة تأهيلهم وانتشالهم من دوامة الرعب المميت، التي يسمعون عنها كل صباح، من مفرقعات وانسلاخ للأرواح، ونعود في اخر النهار لنجعل منهم فريسة الجهل في امور، هي اساس تكوين بني الانسان، وليترعرعوا في احضان مشاهد، هي بعيدة عن مساراتهم البريئة... ربما يتعض البعض من هذه الحوادث، وربما يجعل منها اقصوصة ويتناقلها وربما تعاد من جديد بأساليب جديدة.

عدم ادراك البعض منا اننا نقع اليوم في دوامة التحضر الجديدة، منذ عقدٍ من الزمن كنا نعيش بعيدين عن العالم، منعزلين عنه، كأننا في معتقل لم نشاهد من العالم والتطور، الا الشيء القليل، وفجاة انفتح ذاك الطوق الملتف حول اعناقنا، ورحنا نتخبط، وتركنا من ورائنا اموراً ربما كان الأولى ان نعطيها التفاتة منا، وظن البعض ان الثقافات الدخيلة هي أصل كل الثقافات، برغم اننا اصل كل ثقافات العالم، وأصحاب أولى حضارات العالم، وبرغم ذلك، ومع الاسف، اصبحنا اليوم آخرها! وراح العالم ينظر الينا وكأننا دخلاء على الحضارة والتحضر!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى