الاثنين ٢٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
في حضرة القلم
بقلم رقية عبوش الجميلي

الجن. وعلم الباراسيكلوجي وعلاقته بالشرع

يتحدث هذا التحقيق عن علاقة الجن والمشعوذين بالبارسايكلوجي والشرع.
وهنا رأي الشرع والعلم من هذه الناحية
وهم يدعون معرفة الغيب.. المشعوذون والمشعوذات يستغلون السذَج بمهارة

عاد الزمن بي إلى عقدين من العمر. حينها كنت ابحث لجدتي عن بعض نويات التمر وشظايا الزجاج. وإن لم أجدها. فإنني التهم تمراتٍ؛ لأستخرج النوى. وأكسر أطباق أقداح الشاي القديمة لأجهز لها العدة. ومن ثم تفرش لنا قطعة من القماش فنتكور حولها. أنا وأخواتي. كل واحدة منا تريد أن تعرف ما ينتظرها في المستقبل. أما أنا. فكل ما كنت أتمناه حينها. أن تكون نتيجة درجاتي الامتحانية على أعلى مستوى.

تركت وفاة جدتي أثراً من الاشتياق في داخلي لجلساتها. وان كان فيها شيء من الخداع والمزحة إلا أنها كانت ذات طابع جميل. ومن حينها وأنا أحاول معرفة سر تلك التنبؤات! هل هي حقيقة؟ أم مجرد توقعات.

كل ما نود توضيحه. هو مقارنة علمية ودينية واجتماعية. وما نطرحه من آراء ومقارنات. هي ذات مصادر موثوقة. ولها مصداقية. ومن خلالها نكتشف بعض حقائق قراءة الكف. الودع والفنجان. وبمعنى آخر. قراءة الوهم والمجهول. ومن ثم الدخول في عالم الغيبيات. ولنا أيضاً وقفة مع رأي الشرع في تسخير الجن لخدمة الإنس. وسيكون للعلم نصيب في تعليل عملية التنويم المغناطيسي. والإيحاء. وتأثيرهما على هذا العالم الخرافي.

نبدأ أولاً ببعض الذين زرتهم. ومن خلال إبدائهم لي عن بعض (المعجزات) و(القدرات الخارقة). التي يدّعون مصداقيتها. وبرغم ذلك بحثنا طويلا عمن يصدق القول. ولكن من دون جدوى. فالكذب والادعاء كان السبيل لفتح أبواب رزقهم أمام السذج من العامة. ولنا وقفة مع سيدة تقرأ الطالع في (القرآن الكريم)! وكان سؤالي الموجه لها:
 هل تعتبرين عملك هذا علم أم خرافة؟
 اعتبره علماً لا خرافة. وقد درسته لسنوات. وأنا الان اعمل به.

وهنا دب الأمل فيّ واعتقدت أنني ساجد من أهل الخوارق والحاسة السادسة. فأردفتها بسؤال:
 أنى تعلمت علمك؟
 بداية رأيت في المنام رجلاً يلبس البياض. دثرني بغطاء. ثم أعطاني كتاباً اسمه (الشفاء). واشترط عليّ ان لا يرى اي مخلوق هذا الكتاب. وإلا أصبت بالشلل. وحين استيقاظي وجدت الكتاب قربي. فهممت مسرعة الى اهل العلم. ممن الرجال الذين لهم شأن في التشريع. فباركوا لي بأنني أصبحت ذات شأن. وسيُشرفون على تعليمي. ومن يومها وانا أتنبأ واقرأ الطالع.
 هل لك من معجزات؟
 لي معجزات أذهلت كل من تعامل معي. فقد أحبت فتاة شاباً وكان أبوها يعارض زواجهما. جاءت إلي متوسلة ان اساعدها.
فأعطيتها بخوراً مع ورقة فيها دعاء (عقد لسان). توضع في الماء ليشربه أبوها. وفي اليوم التالي جاءت فرحة لأن أبوها وافق على الزواج.

ان صحت هذه الرواية. فأي عاقل يقبل على نفسه أمور الشعوذة. فهي دخلت في الشعوذة في وصفها ورقة (عقد اللسان) التي اخترعتها للرجل. ومن خلال حديثي معها. اكتشفت انها امرأة ذكية. تجيد الكلام. وتوصيل الفكرة عن طريق الإيحاء. لا غير أما القدرات الخارقة. ورؤيتها الأفلام التسجيلية على صفحات القرآن. ليست سوى فبركة تمارسها حالها حال أي مفبرك مدعٍ بأنه من اهل الولاية والعلم. وكل ما يقدمونه مجرد سيطرة إيحائية لا غير. مزينة ببعض الكلمات العامة الرنانة مثل (أنت متعب). (أنت محسود). (أنت مقتر عليك رزقك) و(عليك عمل يجب فك رموزه) ومن هذا القبيل. وأجمل طرفة سمعتها بعد انتهائي من اللقاء. هي من سائق سيارة الأجرة الذي اقلني الى بيت (الشوافة). إذ قص علي طرفة حدثت قبل أيام من قدومي. إن بضع نساء استأجرنه من ذات المكان. بعد خروجهن من عند السيدة التي أجريت معها الحوار. قد نشبت مشادة كلامية بينهن. فكل واحدة منهن تدعي أن رفيقتها هي التي عملت لها (سحراً) فليس من سواها دخل الغرفة يومها. ومن طبخ في ذلك اليوم... والسائق كان متفرجاً على هذه المسرحية التي أخرجتها وكتبت نصها تلك العرافة.

كان النصيب الآخر من هذا التحقيق. لشخص شغل الكثيرين من مرتاديه. حول قدراته الخارقة في كشف المستور. ومساعدة الكثيرين في ايجاد سارق. او الكشف عن محتال ما. وبطبيعة الحال فإن التهويل وتعظيم الامور في وصف شخصٍ ما. موجود في كل المجتمعات. ولا يقتصر على فئة معينة. وهذا يأتي في تصنيفه الى الايحاء الاجتماعي. وتأثيره في المجتمع. هذا الرجل التقط صورة مع (جني) بحسب ادعائه. وبطبيعة حال الجن. فإنهم لا يصورون. وهم تتعسر رؤيتهم. بحسب الآية 27 من سورة الأعراف المباركة في القرآن الكريم (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) فكيف تسنى لهذا الرجل أن صور الجني. انها مجرد خدعة. يخدع بها من وقع تحت تأثيره الإيحائي. أما خوارقه. فلها شأن آخر! فهذا الرجل انه بارع في التنويم المغناطيسي. يقوم بتنويم طفل او امرأة من خلال طلبه التركيز في نقطة ما. وبهذه الطريقة - المعروفة علمياً - اكتسب السيطرة على المنوم. وبطبيعة حال المنوم مغناطيسياً. يكون خارج عالم الشعور. ويدخل في عالم اللا شعور. أي يكون اعتماده على العقل الباطن. وسناتي على توضيح مبسط عن بعض حقائق هذا العلم. ثم توضيح آخر عن طبيعة الجن وعلاقته بالإنس.

التنويم المغناطيسي
يعد التنويم المغناطيسي من الناحية الفسلجية أمراً بسيطاً جداً. فهو نوع من الذهول او الإغماء. يعتري الانسان لسبب من الأسباب. فيشل الوعي فيه قليلا او كثيراً. ان للتنويم غرابة في حد ذاته. كما أن ما ينتج عنه من الغرائب أحياناً. والتنويم لا يختلف عن النوم الطبيعي إلا بشيء واحد. هو انه نوم اصطناعي. يطرأ على الانسان من جراء إيحاء يسلط عليه. ويقع النائم من جراء ذلك تحت تأثير الشخص الذي يسلط عليه الإيحاء. وهو الذي يسمى المنوِّم (بكسر الواو وتشديدها) ويجوز أحيانا ان ينوّم الانسان نفسه. كما يحدث لبعض دراويش المتصوفة. وفقراء الهنود. في مشيهم على النار والجمر. ويطلق العلماء على هذه الحالة بـ(التنويم الذاتي).

إذا حدق الانسان في نقطة لامعة وركز الذهن فيها تخدرت أعصابه. ودخل في غيبوبة او ذهول. ويمكن ان نقول ان الشخص الذي يقع تحت تأثير المنوم هو نائم ويقظان في آن واحد. فهو نائم لأنه لا يشعر بما يحدث حوله. ولا يرى منه شيئاً. وهو يقظان من حيث اتصاله بالمنوم. وهو قد لا يدركك وأنت واقف أمامه. ولكنه يدرك ما في جيبك. ويقرأ افكارك. لأنه على اتصالٍ بافكارك وعقلك الباطن. ولا يحس بعقلك الواعي. ويمكن للمنوِّم أن يبقي سيطرته على المنوَّم فترة من الزمن. ويقوم باستدعائه عند إطلاق إشارة قد نوه عليها اثناء عملية التنويم. فمثلا ان يستدعي المنوِّم المرأة او الطفل. في أي وقت. وهذه من سلبيات التنويم. وفيها خطورة من جوانب عدة. وأذكر مما مر علي في مطالعتي عن قضية فتاة مصرية. وقعت تحت تأثير التنويم المغناطيسي. وقام المسيطر باستدعائها. بعد إطلاق الإشارة. وجاءت اليه. وانتهك عرضها دون ان تشعر. وبعد ان حققت الشرطة في الامر بمساعدة أطباء النفس. اكشفوا الفاعل. هذا الحادث مر عليه أكثر من خمسين عاماً. اما اليوم فقد نشأت أساليب جديدة في توظيف الاستدعاء. ومنها ما يدخل في القضاء على امة كاملة. بنقرة زر!

أصبح التنويم في هذا العصر موضوعاً علمياً له خبراؤه والمختصون فيه. وقد اعترف به علماء العالم شرقاً وغرباً. ودخل في مجال الطب النفسي. ومن المؤسف أن نجد الكثير من متعلمينا لا يعرفون حقيقته العلمية إلا قليلاً. ولعل بعضهم لا يزال يستهين ويستهزئ به. ان التنويم المغناطيسي فن قديم. كان الناس يستخدمونه في بعض شؤونهم منذ عهد بعيد. دون ان يدركوا كنيته او يطلقوا عليه اسماً. ومن جراء ذلك أصبح محاطاً بهالة من الخرافة. وأول من كشف التنويم علمياً وتمكن من تنقيته من الشوائب الخرافية. هو الجراح الانكليزي (جيمس بريد) وذلك في العام 1841م. وهو الذي أطلق عليه اسمه الحديث. الذي يعرف به في الأوساط العلمية. وظهر قبل الدكتور (جيمس) رجل آخر مهد الطريق للدكتور جيمس. وهذا الرجل فرنسي اسمه (انطوني مسمر) وهو يعد أول رجل لفت الانظار الى التنويم في العصر الحديث.

مات الفرنسي (مسمر) مكسور القلب. دون ان يحصل من الناس على اي اعتراف بفضله. في اكتشاف هذا العالم المذهل والعالم الغريب. وهذا حال الناس عندما تولد افكار جديدة. او مجددة لا تهوى عقولهم. او غير مالوفة في اوساطهم. فهم يأتون على تكذيبها والاستهانة بقدراتها.

حقيقة ما شدني للبحث وراء هذا العالم. هو ما شهدته وسمعت عنه حول علم التنويم المغناطيسي وعلاقته بالخرافة. ورحت ابحث في الكتب. وحاولت مرة حضور جلسة علمية. ولم تسنح لي الفرصة. ولكن الفرصة كانت أكبر حين وقعت بين يدي مجموعة من كتب الدكتور (علي الوردي). الذي اعتاد تبسيط المادة. في محاولة منه الى إيصال المعلومة الى الناس والمجتمع. ومنها توضيح بعض النقاط التي نقف امامها مذهولين دون ان ندرك طريقة الوصول الى فك رموزها. إننا نعيش حالة تبادل التنويم في المجتمع. ومن كان ناضجاً وذا ارادة قوية. لا يستطيع اي شخص تنويمه. وهنالك اشخاص لا يستطيعون تنويم المقابل والايحاء لهم بأي شيء. وهذا يأتي من ضعف الشخصية. وعدم القدرة على الإيحاء. وقبل ان نختم هذه الفقرة بقي ان نقول. إن التنويم لا يقتصر على شخصين. واحد ينوم الثاني ينام. ولكن هنالك تنويم وإيحاء اجتماعي كما يحدث في حالات الهتافات والمظاهرات والدعاية الانتخابية. على سبيل المثال. والتنويم الاجتماعي له اثر بالغ في شل التفكير. وكلما زادت ثقافة الناس كلما قلت ظاهرة وقوعهم تحت تأثير اي ايحاء وتنويم.

للشرع كلمة ايضاَ
لإيضاح وابراز حقائق قد تغيب عن بعض الناس. إذ يبقى سر علاقة الجن بالانس لغز يحير عقولهم. برغم انني لحد هذه اللحظة لم اوفق في اقناع الكثيرين. أن الجن مخلوق كالانسان. وكلاهما خلقا لعبادة الله عز وجل. ولم يأت الجن على طاعة للإنسان وتسخير في عمل الخير والشر. ويستثنى من هذا الحديث مخلوق واحد هو النبي (سليمان) عليه السلام. الذي سخر له الجن بأمر من الله عز وجل.
خلق الله سبحانه وتعالى الجن وأسكنهم الارض. وتروي الآثار ان الجن عاثوا في الارض فساداً. ما اغضب الله عليهم فعاقبهم على فسادهم. وأراد الله بعد هذا ان يعمر الارض. فخلق الانسان. ليكلفه بالمسؤلية. وهذا ما نقرؤه جليا في قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً...).

حين نقرأ آيات القرآن التي ذكرت الجن. وعددها اثنتي وعشرون آية. نلاحظ الاتي:
*يسبق الجن الإنسان اينما ذكر. للدلالة على تسلسلية خلقهما.
* أشرك الانسان الجن بالله. لعدم علمه بقدرات الجن وتهويله لتلك القدرات اكثر من الحقيقة.
* إن من الجن ما هو شاطن عن طريق الصواب (مائل عنه) ويسمى شيطان وهو جني كافر ملحد, يقابله من جهة جني مؤمن, ومن جهة أخرى انسان شاطن, وذلك مصداق قول الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ) الأنعام/112.
* يحاسب الله تعالى الجن كما يحاسب الإنس يوم الحساب. جنباً الى جنب: (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ) الأنعام/130.
_ * الجن المستحقون يعذبون بالنار. حالهم حال الإنس. ولا يمنع كون خلقهم من النار انهم لا يعذبون بها: (قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا...) الأعراف/38.
_ * القدرات الحسية لدى الجن والإنس متشابهة، فكلاهما يسمع ويرى ويفهم: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا...) الأعراف/179.
_ * احتمالية ان يجتمع الجني مع الانسي لعمل الخوارق: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) الإسراء/88. وقد تقدم الإنس في هذه الآية على الجن. كون الأمر يعنيهم أكثر من الجن (وهو الاتيان بمثيل للقران).
_ * النبي (سليمان) عليه السلام، هو اول من حشر له جند من الجن: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) النمل/17. يوزعون: من الوازع أي يتلقون الاوامر من سليمان وينفذونها بانتظام.
_ * لبعض الجن كما لبعض الإنس. قدرات خارقة وقوة عظيمة وأمانة صحيحة: (قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) النمل/39.
_ * الجن مقسمون الى شعوب وقبائل مختلفة. كما الانس (... أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ) فصلت/25.
_ * تلقى بعض الجن القرآن عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم ذهبوا لينذروا قومهم بما سمعوه: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ) الأحقاف/29.
_ * الجن مكلفون بعبادة الله تعالى. حالهم كحال الانس: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات/56.
_ * الجن والإنس يكذبون على السواء: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً) الجن/5.
_ * بعض رجال الإنس من السابقين. كانوا يستعيذون برجال من الجن. حين ينزلون في سفرهم بمكان مجهول؛ فيقول الرجل: أعوذ بسيد هذا المكان من شر سفهائه, فيزداد سيد المكان الجني طغياناً, ويقول سدت على الجن والإنس ويزداد الانسي خوفا وتعباً: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً) الجن/6.
هذا بعض ما ورد في القران الكريم حول الجن, اما ما جاء في الحديث, فمنه قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
_ * لكل منكم قرين من الجن. يأمره بالسوء. قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟! قال: حتى أنا. ولكن الله أعانني عليه فأسلم؛ فأصبح لا يأمرني إلا بالخير.
_ * من قال إني رأيت الجن. لا تقبل شهادته؛ فهو كذاب.
_ * لا تسبوا الشيطان. ولكن استعيذوا بالله من شره.
_ * جاءني عفريت من الجن ليلهيني عن صلاتي. فصارعته فصرعته. وخنقته حتى سال لعابه على يدي. فتمكنت منه فربطت وثاقه على صارية من صواري المسجد. لأريكم إياه. لكني ذكرت دعاء أخي سليمان (... وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) فاستحيت من الله. وقد علمت أنه أكرمني برؤية الجن. فحللت وثاقه.

ما جاء في الأثر أن الجني إذا أراد ان يقتحم عالم الانس. فإنه يتلبس في جسد حيوان. وعلى الأغلب يختار الأفعى. اما شكله الحقيقي فلم يشهده أحد من بيننا. وما يرويه البعض من اشكال مقرفة. هي من نسج الخيال ليس إلا.

يروى أن سليمان عليه السلام جمع الكتب ودفنها. فلما مات دلت الشياطين الناس عليها. فاستخرجوها فوجدوا فيها السحر. فقال الناس إنما ملكهم سليمان بهذا. فتعلموه. ورفضوا كتب الانبياء. فقال الله تعالى تبرئة لسليمان ورداً على من قال من اليهود: (انظروا الى محمد يذكر سليمان بين الانبياء وما كان سليمان الا ساحراً). فقال تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) البقرة/102.

يقول ابن عباس رضي الله عنهما (هاروت وماروت ساحران. كانا يعلمان السحر. وقيل ملكان انزلا لتعليم الناس السحر. ابتلاء لهم من الله تعالى كما ابتلى الناس بالشياطين.

الخلاصة
اننا نعيش الوهم أكثر من الحقائق والصواب. ونؤول لأنفسنا اشياء من نسج الخيال. وبمجرد ورود خاطرة على أذهاننا. وربما صورة تتراءى لنا. نعول بها إلى الجن. او ربما من شدة تصديقنا بكلام عرّاف يجعل من تلك التوقعات حقيقة ملموسة. وإنها في حقيقة الامر ليست سوى قراءة أفكار وتوارد خواطر. أما الخوارق الحقيقة. فموجودة لدى نخبة من الناس قل وجودهم في زماننا. والسبب يعود الى توظيف وإشغال عقلنا الظاهر. أكثر من عقلنا الباطن. أما (قارئ الفنجان) و(ابو مراية) فليسا الا منومين مغناطيسيين وإيحائيين لا علاقة لهما بالجن. والقدرات الخارقة وأحلام الاولياء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى