الأحد ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم أمينة شرادي

من المسئول..؟

كانت انتظاراتنا مليئة بالأمل والتوجس. أسئلة كثيرة طرحت من طرف الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة. كثرت التخمينات والتأويلات.. لكن لم يتنبأ أحد على الإطلاق، بحكومة تختفي منها المرأة؟؟ حكومة تقبر أحلام كل النساء بالغد الأفضل وتتركهن على الهامش. حكومة رجالية من رأسها إلى أخمص قدميها. وجود امرأة واحدة ووحيدة و تتقلد حقيبة المرأة لا يعني بتاتا عن تواجد المرأة بالحكومة. والغريب في هذه الحكومة، أنها أتت في خضم كل هذه الثورات التي تبحث عن التغيير والحياة الأفضل، فعوض أن تدفع بالمجتمع إلى الأمام على جميع مستوياته حتى يعيش المواطنة الحقيقية، قامت بالإجهاز على نواة المجتمع ورميها إلى الوراء فقط لأنها المرأة. أيعقل بعد كل هذه السنوات من النضال المرير من أجل حصول المٍرأة المغربية على حقها الطبيعي و المشروع في العيش كانسان كامل الأهلية والمسؤولية، تأتي الحكومة و تصفعنا في غفلة منا. من المسئول؟ أين هي الأحزاب التي ترفع شعار المساواة خاصة حزب التقدم والاشتراكية؟ هل المرأة هي فقط ورقة انتخابية؟ أين هن النساء المناضلات المنتميات إلى هذه الأحزاب؟ كيف يسمحن بهذا التراجع الخطير؟ بعدما كانت المرأة في موقع القرار السياسي، كنا نأمل أن يزيد عددهن وتمثل المرأة مثلها مثل الرجل، وهذه ما ينص عليه الدستور: المناصفة. أين هي هذه المناصفة؟ الدستور الذي يعتبر أسمى قانون في البلاد، لا يحترم و يتم تجاوزه ومن الضحية ؟المرأة.دائما، المرأة في الواجهة، هل ستحدث تجاوزات أخرى؟ هل ستتراجع مكتسبات المرأة في ظل هذه الحكومة الرجالية؟ أسئلة كثيرة ومخيفة لأنها تمس المرأة في كينونتها.

يتضح من خلا ل هذه الصورة الذكورية للحكومة المغربية، أن عقلية الرجل المغربي ترفض القيادة للمرأة وهذا ما نلاحظه في القوانين الداخلية للأحزاب. لا توجد امرأة أمينة عامة لحزب ما. لماذا؟ هناك نساء لهن كفاءة عالية أكثر من الرجل، ومع ذلك يرفض بخشونته وتفكيره الرجعي أن تترأسه امرأة. قال أحد المنتمين لحزب من الأحزاب المشاركة في الحكومة، عن سبب عدم تقديم نساء للاستزوار، أن الحقائب الوزارية التي حصلوا عليها لا تتلاءم و"بروفيلات " هؤلاء النسوة. كيف يعقل أن يفكر مسئول سياسي من منطلق تمييز جنسي؟ كأننا نعود إلى الصراع الأبدي في تقسيم الأدوار بين الرجل والمرأة. وهل الرجال الذين تسلموا حقائبهم الوزارية ولأول مرة، يتوفرون على هذه "البروفيلات"؟. الكفاءة مطلوبة في الرجل والمرأة. المرأة حين تتولى المسئولية تكون أكثر حنكة من الرجل وصبرا وتقديرا للمسئولية التي على عاتقها. ماذا سننتظر من حكومة طردت المرأة خارج أسوارها؟ ما سننتظر من حكومة ذكورية تقول إن عدم وجود المرأة ليس بمهم؟ هل الحنين إلى عصر الحريم استيقظ وأراد أن يجهز على كل المكتسبات الديمقراطية التي حققتها المرأة؟ أين هي الحركات النسائية من كل هذا التراجع الذي يخفي ما لا تحمد عقباه.؟ أسئلة كثيرة أتمنى أن تجيبنا عليها الأيام.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى