الخميس ١٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم مصطفى حشيش

السيد حافظ وهموم الإنسان العربي

الإبداع.. المبدع.. معنى.. وصفة، هما جل هم من عمل بالأدب والفنون في كل بلدان العالم المتحضر، وقيمة كبرى في قواميس كل الشعوب، وهما كلمتان لا تطلقان جزافا على الناس في كل بلد، لما لهما من قدسية وأهمية ومواصفات قياسية لا يتحلى بها معظم الناس ولا تنطبق إلا على صفوة الصفوة منهم..

إلا أن المؤسف عندنا استبيحت حرمة هاتان الكلمتان وأصبحتا مرادفتين لكل مسف وغث وتافه ومقزز، فكل الأشياء والإشكال عندنا إبداع _ سواء كانت الإعلانات التافهة المستفزة أو الروايات المسروقة، أو الأفلام المنقولة تشويها ومسخا وصولا إلى الأغاني العارية مرورا بالمسرحيات السطحية الساذجة الغبية، ولان كل شيء عندنا يندرج تحت اسم الإبداع، صار كل عابث ودجال وجاهل ولا خجل من قول قواد أيضا.. مبدعا..

وللأسف كم من الجرائم ترتكب باسمك أيها الإبداع.

إننا يجب أن نسأل بخجل مستفز، هل كل من قدم فتاة عارية تتلوى في أوضاع مخجلة في فيديو مصور لأغنية في فيديو مصور لأغنية أصبح مبدعا؟

هل كل من تجرا على دين أو عقيدة أو رمزا من الرموز في رواية أصبح مبدعا؟ هل كل من نقل فيلما نقلا مشوها أصبح مبدعا؟ إن هناك فرقا بين إبداع حقيقي قد يصطدم بمشاعر الناس ومقدساتهم ويثير جدلا لكن من خلال عمل إبداعى صحيح ولنا في أعمال يوسف شاهين السينمائية النموذج والمثل وكذلك اعمل نجيب محفظ الروائية وأشعار أمل دنقل وتاريخ صلاح طاهر الفني وأعمال عبد الوهاب.

إن الإبداع الحقيقي هو ما يجب أن تنحني له الرؤوس وتفتح له الأبواب وتتوفر له كل الحماية والحرية، ولا تزال أمامه كل الحواجز والقيود ليثرى حياتنا من خلال مناقشته والحوار حوله ونحن اليوم بصدد مناقشة أعمال احد المبدعين الحقيقيين في حياتنا المسرحية، أثراها إنتاجا وجدلا، أعمالا ونضالا اقترابا وابتعادا، غوصا وعمقا وتشريقا وتغريا حبا وهجرا حنانا وقسوة غراما وانتقاما كل هذا بقلم ملأه من ذاته المتوقدة وفكره الحر المستنير ومعاناته و آلامه المتدفقة، ورؤيته الثاقبة الشاملة، وسبره لأغوار ناسه ومجتمعه، وحبه لأهله ووطنه وأمته.. السيد حافظ مبدع مصري عربي الهوى.. كتب القصة والدراما التلفزيونية، مارس النقد والإخراج، لكن الكتابة للمسرح كانت ومازالت مشروعه الأثير منذ البداية وختما للنهاية، وقدم للذاكرة والوجدان والعقل العربي عددا لا بأس به من المسرحيات تقريبا (66 مسرحية) التزم فيها بموقف تجاه جيله وواقعه ومجتمعه وهذا الالتزام ليس فقط فنا وإبداعا، وإنما معنى وسلوك حياتي يلمسه كل من يعرفه أو يتعامل معه.

فعلى المستوى الشخصي.. وعلى مدى ستة وخمسين عاما هي عمره.. وبعد تخرجه من جامعة الإسكندرية في عام 1973 شغل عدة مواقع أوضحت مدى التزامه وتفانيه في خدمة مجتمعه سواء.

مديرا لقطاع الدراما بالثقافة الجماهيرية –رئيس تحير مجلة رؤيا – مدير مركز الوطن العربي سابقا –اتحاد الكتاب العرب اتحاد كتاب مصر – نقابة المهن التمثيلية – والسينمائية وعضو منظمة تربوية في الأريزونا.

وعلى مستوى الإنتاج الفني.. كان السيد حافظ غزير الإنتاج متنوع الموضوعات والتوجهات.. فقد قدم منذ 1970 وحتى الآن أكثر من 66 مسرحية وأكثر من 15 مسرحية للأطفال عرضت معظم هذه المسرحيات على امتداد ورقعة الوطن العربي وعلى خشبات العديد من المسارح.

هذا إلى جانب أكثر من اثني عشر عملا تلفزيونيا وأكثر من خمسة عشر عملا إذاعيا.. بالإضافة إلى جانب هام وهو وجوده كمادة بحث للعديد من الدارسين والباحثين العرب والمهتمين بالمسرح.. فقد كانت أعماله مادة ثرية ونبعا دافقا وحقلا يانعا لهؤلاء الباحثين على امتداد رقعة الوطن العربي فالكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه والعديد من البحوث والدراسات تناولت مسرحه سواء في المغرب العربي أو حتى الخليج إلى جانب العديد من الدراسات بمصر للكثير من أكفأ النقاد والمهتمين بقضايا المسرح الحقيقية.

وأعمال السيد حافظ متنوعة الشكل والمضمون ولكن رغم تنوعها تتفق على شيء هام وأثير لديه، وهو أن الإنسان وحلمه بالحرية ومحاولة تجاوز اغترابه في واقعه، فالعدل والظلم والموت والحرية، كلها معاني وقيم أهمته وقضت مضجع قلمه وشحذت همه ليحاول أن ينتصر لهذا الإنسان ضد كل عوامل قهره سياسية أم اقتصادية أو اجتماعية أو حتى ذاته الداخلية.. فمحاور السيد حافظ أو قارئ أعماله.. يستشرف في حلقه وقلمه مرارة مصدرها هموم الإنسان العربي وحسرته على واقعه الذي يبغى له السيد حافظ الأفضل دوما، باحثا عن كل السبل والطرق التي توصله إلى مبتغاه سواء بترويض التراث، وركوب بساطه السحري استشرافا للواقع وطيرانا على الواقع المعاش..

وإذا كان التجريب هو الموجة الدائمة العوم على سطح بحر المسرح هذه الأعوام فان السيد حافظ كان من أوائل السابحين في هذا البحر وأول راكبي تلك الموجة، ومن يقرا مسرحيته (كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى) والتي قدمت فى7 يناير عام 1970 أي أوائل ثمانينات القرن الماضي يدرك انه تعامل مع هذا المصطلح قبل أن يطرح للتداول على خشبات مسارحنا وطاولات بحثنا وحلقات مناقشتنا والذي لم نصل إلى اتفاق حوله حتى اليوم ولا تعريف محدد له حتى اليوم كشأن ن أي شيء في حياتنا وعالمنا العربي ولعل أهم ما يميز أعمال السيد حافظ، البعد السياسي في تلك الأعمال فهو ليس نجاف ولا قعوار، واختياره للشخصيات والوقائع التاريخية والتي يختارها بعمد وقصد لا تخلو من دلالات مع حذر واضح في المباشرة وهو دائم الاهتمام مهموم بالقضايا الكبرى كالحرية والهوية وجدلية الماضي مع الحاضر، لذلك كان التراث ثوبا كلاسيكيا متخفيا بل شيئا حيا، متحرك و متجدد، لأنه يؤمن أن من لا يملك تراثا لا يستطيع أن يقدم أعمالا أدبية عظيمة، فالكلمة في المسرح كما هي في الأدب ذات مستويات متعددة كما هو معروف، والتراث يعطينا تلك المستويات وهذه الأبعاد، ويرتكز السيد حافظ إلى التراث في مسرحه ليعطى فرجة ومتعة لان المسرح في أساسه فن البهرجة والمتعة البصرية والتراث يعطي ذلك البهرج ويزيد تلك المتعة ثم انه يعطي مدلولات للفهم يتلقاها المتفرج كما يهوي ويفسر. والسيد حافظ حين يكتب لا يمارس وصاية علي الأفكار ولا علي المتفرج يل يقاسمه تلك الأفكار.

والتاريخ عند السيد حافظ معين يستقي منه ولكنه حينما يتناول التاريخ ليقدمه لنا فهو لا يعطينا درسا في ذلك التاريخ وإنما يقترحه علينا لنعمل فيه خيالنا بعيدا عن الأدلجة السياسية التي تقلل من قيمة المعني وتحد من الخيال وتقلل من الاستفادة فالسيد حافظ يأخذ من الخلفية التاريخية معبرا للجدلية بين الماضي والحاضر حتى يكون الصراع حيا وجديدا وهو في كل ذلك لا ينبغي أن يكون المتفرج تابعا له فهو لا يفرض عليه الوصاية بل يرجو أن يشاركه ويجادله لأنه بدوره ليس تابعا لا لأنثربيولوجي ولا لسياسي ولا لعالم اجتماع ولا لأحد.. هو كاتب للمسرح هذا العالم الثري الرحب وحسب.

ولعل قراءة في بعض نماذج من أعماله تجعلنا نقف علي عالمه السحري الزاخر والثري.

نماذج:

أن قراءة سريعة في نماذج أعمال السيد حافظ تدلنا دلالة قاطعة علي ما سبق ذكره حول مسرحه ففي مسرحية (إشاعة) على الرغم من مأساة الموضوع.. إلا انه يتحول بها من الخاص إلي العام حيث الفضيلة تواجه قوي الشر.. ويدين كل عوامل التربص بالحب والجمال.. رافضا كل أشكال الحقد و التخلف والأنانية، إن مسرحية (إشاعة) تطرح مفهوما عصريا للصراع الأزلي بين الخير والشر من خلال نموذج العالم المصري الذي يحصل علي جائزة نوبل في العلوم الاجتماعية، ويهديها لكل الشعب المصري ولأن قوي الشر الهدامة بالمرصاد لكل محاولة جادة، وفاتحة أفواه الرياح لإطفاء كل بصيص نور ولو لشمعة وسط ظلام حياتنا تبدأ تلك القوي في نسج إشاعة تدين هذا الأستاذ واحدي تلميذاته الصعيديات.. في إشارة إلي محاولة تشويه القيم والعادات والتقاليد الراسخة.. ومن خلال الصراع بين بعض قوي الشر متمثلة في بعض الشخصيات، يضع السيد حافظ همه السياسي ورؤاه حول العصر الذي عاش فيه ورموزه التي انفعل بها إلي جانب عدم إغفاله مناقشة علاقة التيار الديني بالسلطة في فترة من الفترات في محاولة لضرب التفكير العلماني والفكر اليساري.

وعلي عكس المألوف الساذج والمتوقع التقليدي ينتصر الشر بتآمره علي الفتاة كنموذج للبراءة والخصوبة وتشويه الأستاذ علي المستوي المعنوي.. في دلالة عن أن الشر باق وقوي.. ولكنه في نفس الوقت تأكيد علي أن (مصباح الزمان) أيضا لابد أن يظل منيرا علي مر الزمان ليهدي الحيارى وسالكين دروب الحياة الوعرة في ظلمة ليل اليأس والتخبط والضياع.

أما عن موقفه السياسي وتآزره مع رجل الشارع والمواطن العادي البسيط ومحاولة تغييبه عن دوره في حياته.. ومحاولة السلطة إغراق عقله البسيط وتضخيمها حتى لا يفكر في غيرها.. يقدم لنا السيد حافظ هذا النموذج في (حكاية الفلاح عبد المطيع) ذلك الغارق بفعل السلطة في همومه الاقتصادية المتمثلة في الفول لأولاده والشعير لحماره.. وهو بهذا يغيب عن واقعة ويتنازل عن حريته ويترك أمره لظل نظام سياسي يدعي الديمقراطية ويرفع راية الحرية زيفا.. وهو نموذج لملاين البشر علي امتداد العالم والتاريخ ليس فقط في عصر المماليك كما قدم ولكن بشكل أوسع ومنظر أشمل وناعم في كل مكان.. فالزمان والمكان اللذان قدمهما السيد حافظ لم يغيروا استنساخ الصورة في أي وقت ومكان يجمع الحاكم بالمحكوم مع تفاقم درجة التطور والتغير الشكل والممارسة في كل وقت.

وفي نموذج أخر يقدم لنا فيه السيد حافظ السلطة منافقة متمايلة كاذبة مستبدة متسلطة، يقدم ذلك في مسرحية (العزف في الظهيرة) فمن خلال الشخوص ولأحداث يقدم لنا السيد حافظ مكر السلطة والتواء أساليبها في سبيل تحقيق أغراضها ومصالحها حتى علي حساب الشعب، فلو أن السلطة مع عبد المطيع استغلت التخلف لإنهاكه والسيطرة عليه فإنها في الظرف وفي ظل التطور الحضاري تمارس قوتها بالتحايل ولو من خلال القوانين.

وهو بهذا النموذج يدين آفات اجتماعية ضربت الآمة وعاني منها الشعب العربي.. وذلك ما أوضحه وصوره وأكد عليه في مسرحية أخري وهي (ملك الزبالة).

وقضية الاغتراب حتى عن الذات والناس.. عالجها السيد حافظ في مسرحية (امرأتان) فهذا النموذج الذي يتم من خلال تقديم قضايا اجتماعية وخلقية من خلال قصة امرأتان يتيمتان يتم الاستيلاء علي أموالهما وحصرهما في نطاق ضيق بحيث تبحثا عن أليف أو ونيس حتى لو تمثل في كلب كرمز للوفاء بعدما فقدتا الأمان لدي الأصدقاء ولم تحصدا سوي النفاق والاستغلال فالاغتراب والانتظار سمتان أساسيتان يطرحهما السيد حافظ في هذه المسرحية وهو بهذا لا يشير إلي الاغتراب بمعناه البسيط وإنما اغتراب الإنسان عن مجتمعه عندما يصطدم بآفات خلقية تحاصره وأمراض اجتماعية تقهره وتجعله يغترب عن مجتمعه بل حتى عن ذاته وينتظراهما أملا قادما لن يأتي وكأننا أمام فلاديمير وسترجون.. والذي لن يأتي بدا.. ورغم تشاؤمية النظرة التي يطرحها السيد حافظ إلا أن واقعيتها وانعكاسها علي الإنسان المعاصر تؤكد وعي هذا الكاتب بالذات البشرية المنسحقة بواقعها المنغلقة علي ذاتها كصدفة السلحفاة تحميها من الجو الخارجي ولكنها لا تمنع عنها المرض الداخل الذي قد يصيبها في مقتل حتى لو كان مرضا بسيطا.

كثيرة هي القضايا التي يعالجها ويتناولها السيد حافظ في أعماله فعن الموت يتحدث باعتبارها قضية فلسفية تمثل نهاية البداية قديمة بدأت منذ فترة وبداية لحياة جديدة تمتد لما لا نهاية.. الموت عنده أيضا امتداد للثورة والنجاح.. مثلما هو الحال في مسرحية (علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا). الظلم والعدل مصطلحان أثيران. لدي السيد حافظ وهمان ولما هما وتعامل معها وعاني منها فغلفا العديد من أعماله وكانا في صراع دائم في كل كتاباته، فالعدل في أعماله مفقود تنادي وتصرخ به كل شخوصه، الظلم ساد مسيطر عانت منه تلك الشخوص عانت منه تلك الشخوص واكتوت بناره ولذلك كانت الحرية هي القضية الهامة لدي السيد حافظ والتي سعي إلي تحقيقها في معظم أعماله أعمالا لمبدأ أن الحرية هي الدرع الذي يجب أن يحتمي به الكل ليقاوم الظلم ويدعم العدل.. ولم تكن الحرية كمفهوم سياسي فقط لديه في رفض الحروب والاستعمار وطرد العدو، ولكن كانت أيضا انعتاقا من القيود الاجتماعية وهربا من الأفكار الرجعية والخرافات والتقاليد البالية في مسرحه الاجتماعي.. بل تجاوزت كل ذلك لتكون فكرا فلسفيا يعبر عن وعي الإنسان بذات الأشياء المجردة وقد اتخذت شكلا رمزيا مكثفا يعبر عن رغبات المجتمعات في محاولة كسب هويتها وذواتها واستشراف غدها وذلك الغد المشمس بنور الحرية وضوء شمسها.

الخاتمة :

كما سلف وأكدنا أن الإنسان العربي هو المحور والهدف ومناط القول والمبتغي عند السيد حافظ فرغم طرحه لقضايا كلية عامة همها الأساسي ومادتها النموذج البشري أيا كان، إلا أن ذلك لا ينفي خصوصية هذا الطرح وبروز البيئة العربية والمصرية في همومها اليومية وانعكاساتها علي هذا النموذج البشري، فمسرح السيد حافظ يتمحور كما ذكرنا حول الإنسان إيمانا بقيمته ومستقبله وخصوصا الإنسان العربي ذلك المالك لجذوره الممتدة لآلاف السنين والتي لم يضيعها السيد حافظ هباء، بل آمن بها ووعاها وسبر أغوارها وتتبع سيرها عبر كل العصور المسيحية والإسلامية والعربي كمجري النيل الذي يسري في جسد هذا الوطن ويمد شرايينه بالحياة، سرت مصر وهمومها وطموحات أبنائها وأوجاع شعبها في مدار قلم السيد حافظ لتؤكد انه مصري النبض حتى النخاع، نبت نيل حتى الأزهار والإثمار.

لكل ما تقدم نوجز أن السيد حافظ في كل أعماله.. كاتب مسرحي ملتزم بقضايا وطنه ومجتمعه سابرا لأغوار ذاته مشخصا لكل العلل والأورام التي ضربت في جسده وأعلته انه مهندس وعي وفكر يبني جسورا بين الإنسان وقضاياه يمهد الطريق لهذا الإنسان لينافس ذاته ومجتمعه وينظر إليهما من شرفة واسعة استشرافا للمستقبل، أملا فيه أفضل من ماض ولي وحاضر معاش.

انه تأثير علي الأوضاع خاصة السيئ منها.. ممتلئ بالعروبة حتى النخاع، متلبس المصرية من الرأس للقدم، مهموم بالإنسان.. طالما ظل يحمل تلك الصفة التي هي عنوان وجوده وتميزه بين كل من عرفوه.. الإنسانية.

آب (أغسطس) 2004


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى