الثلاثاء ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم صلاح الدين مرازقة

ورقتي.. وذاكَ القلم

رذاذُ مطرٍ، وإطلالة تبعثُ الكآبة في ناظِريها، قاعةٌ تعمُّ
أرجائَها هَسهسةُ السُّكون، أرفُفٌ عتيقة من خشب، وكنوزٌ يكسُوها الغبارُ حلَّةً، كانت كتُب، وتحِلُّ خيوطُ النُّورِ عليها ضيوفاً فتزيدُها بريقاً ورونقاً، عرائساً أنتِ ومن ذهب..

كنتُ حينها جالسًا في أحد الـُّركون على أريكةٍ غير مريحةٍ أتدأدأُ يُمناً و شِمالاً علَّني أجد راحتي، وأُلقِي بساقاي ممدِّداً رأسي شامخاً بهِ، لألمح سقفاً هشاًّ تعلُوه أسحُبٌ من ضَجر..

كان الأمر غريبا في بدايته، فقد كانت تُعانقني وِحدتي ويسخر مِنِّي ملَلِي، الى ان اِسترقَتْ نظَري عذراءَ ناضِرةً وبتول،
تختَلي بنفسها ترفُّعاً فقلت في نفسي: أحِنِّي فتنزُّهكِ سيزول، ثم دنوتُ منها بخفرٍ ، حينها اشتدَّت ألسنةُ لهبِ تلك المدفأة بجنبها، وكأنَّها ردَّت عليَّ تقول: كفاك غطرسةً فلست طَـمــولُ ولما هواك أنت كسول؟؟.. ما أفصحَها ألسُناً وما أبدَع كلماتِها، تجعلُني أجِد شَـــكِيمتي فأرمي بيدي لافحاً مَرامي من شدَّة توهُّج شوقي وكم كانت ناعمةَ الملمسِ، خجولٌ، تغزو عنَانَ أحلامي وتأخذُ بهِ مُبهمًا الى حيث لا أدري..

" غزِيرة هي المعاني، حين تنبَع من جوفِ كَياني وقلبٍ فيَّاضٍ تُعفِّره الأماني في حوضٍ لابَ من لهفةِ حنيني ووجدانِ.. "

خاطبني القلم..

ثم راح هائمًا يرسم بسماتَه على بُرنُسِ عروسِه، وما أبدعك
يا صَولجاني، وإنِّي خشِيتُ أن تاخُذ مقامِي وتحلَّ مكاني،
ان تتسنَّم الصَوالةَ بغير حقٍّ ومن دُون عنوانِ..

يُتبع..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى