الجمعة ٢٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم ياسمين محمد عزيز مغيب

عُذراً أيّها الرجل

سيدي لستُ إحدى سباياك ولا ممن ضللن السبيل في غابات عينيك.

فلن تعبث رياح خريفك بأشجار أنفاسي، فمهما أصابني الصقيع فلن أرتجف شوقاً
سأغسل بصمات الحب العالقة بفؤادي، وألوذ بصمتي، لأجتث ما علق من حبك بأروقة قلبي.
فإن كنت قدراً ظفرت بالكثير من قلوبهن، فأنا لست إحداهن، فلن تنال من قلبي إلا ما ناله العصفور من الفتات، سأشيد سياجا واقيا ضد سياسة الكر والفر التي تتبعها، لأمارس عنادي بكل براءة أمام رجولتك.

سيدي إذا كنت صادفت قبلي نساء ارتمين تحت أعتاب قلبك، وتوسلن لنيل بصيص حبك، فلست إحدى قتيلات عشقك، وإن كنت اتخذت من قلوبهن مصعدا للوصول إلي منارة فؤادي، فقد عانقت السراب دون أن تعي، فجرعة الثقة التي أخذتها، غير كافية، فلا تترجل أمامي بأناقة حرفك، فلن تؤسرني شِباك عطرك، ولن أذوب حبا في فنجان غطرستك، فوداعة ابتسامتك لن تداعب روحي، وعينيك اللامعتين مهما تسللتا فلن تسحراني، ونخب حنينك لن يُسكرني، بذور حبك لن تنبت إلا حطاما تزروه الرياح.

فلستُ معطفا ترتديه وقتما تشاء، وتلقيه حيثما تشاء، لستُ فظةً يا سيدي لكنك أنت من علمتني كيف أرسم للغلظة مليون بابا موصدا، فأنا امرأة بسيطة، لكن سذاجة حبك جعلت فطنتي تفوق براعة كل الحكماء.

إن كانت كل الطرقات تلمُ خطى أنفاسك سأرحل حيث اللاطريق، فلن أدخل في حمّى التجديف في يمّكَ الذي تموج فيه قلوب كل النساء، وتتشعب فيه المشاعر حتى تقطر حزنا دامياً، أيها المتشح بوشاح العشق، اخرج من شرنقة المقنع بالحب، فقد اختزلتك في ذاكرتي ببؤرة اللاعودة، فلا ترمقني بنظرة استجداء، فالشمس قد أفلت برغم كل التوسلات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى