السبت ٢٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم فتحي العابد

الوضع المتردي للمهاجر التونسي في إيطاليا

لماذا الإعلام في تونس لم يذكر ولو خبرا بسيطا عن قتل الشاب التونسي كريم بن عبد العزيز الطالبي أصيل ولاية القيروان، في منطقة "لاسْباسيا" الإيطالية يوم 17 جانفي الجاري؟ ومادار حوله من مظاهرات، وقد طلبت توضيحا كثيرا من الأطراف الإعلامية هنا السلطات الإيطالية عن الحادثة.

لماذا مراسل القناة "الوطنية" في روما لم يتحرك ويبحث عن حقيقة موت هذا الشاب؟

هذا الشاب مهاجر غير شرعي في إيطاليا (حارق)، وقد كان رفقة بعض أصدقائه في سيارة عندما استوقفتهم دورية إيطالية ولكنهم حاولوا الهرب على الأقدام، لعدم إمتلاكهم لأوراق ثبوتية بإيطاليا حسب قول أصدقائه الذين كانوا معه، لكن الضابط أطلق على كريم النار وقتله بعد أن أمره أكثر من مرة بالوقوف وهو مروج مخدرات حسب التصريحات الأولية للشرطة.
نحن نثق في القضاء الإيطالي وفي نزاهته وسيوضح ملابسات الفاجعة، ولكن لماذا لم يتحرك أحد من السلك الدبلوماسي هنا في إيطاليا لمعرفة الحقيقة إلا بعد احتجاج التونسيين وبعض الأطراف الأخرى.. الدم التونسي غالي ويجب أن يعرف هذا كل واحد.

أقول للسيد حسين الجزيري كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الإجتماعية مسؤول عن الهجرة، أن اللقاء الذي عقده عن الهجرة الغير شرعية مع وزير داخلية فرنسا كان الأحرى به أن ينظمه مع وزير داخلية إيطاليا، ويسمع للجمعيات التونسية وغير التونسية المتواجدة على عين المكان في "لمبدوزة" وغيرها من المناطق الإيطالية الأخرى منذ سنين، ومحاولة مساعيهم مساعدة هؤولاء والبحث عنهم، وتقصي الحقائق في تجاوزات أو جرائم ضدهم في إيطاليا.

معضلة الهجرة الغير شرعية في إيطاليا لايكفيها إلا تظافر جهود المكلفين بهذا الملف من داخل تونس والمهتمين بهذا الملف في إيطاليا بالتحديد وليس في مكان آخر.

إن وضع التونسيين في إيطاليا صعب جدا، هناك أناس تموت برادا لأنها لم تجد سقفا تقي به أرواحها من البرد.. هناك طلاب انقطعوا عن الدراسة لأنهم من غير منح.. هناك عائلات تذهب للكنائس لإستجداء كلغ من العجين..

في الحوار الذي أجراه ليلة السبت الماضي الوزير الأول السيد حمادي الجبالي مع بعض الصحففين، سعى فيه لأن يخفف من حدة "التركة" الثقيلة التي تركها السبسي، وهي بالفعل تركة ثقيلة جدا ونحن نعي ذلك، لكن في المقابل نطلب منك ياسيادة الوزير الظهور أكثر في وسائل الإعلام لتوضح ماهو متشعب علينا، لإيجاد رؤية عملية من شأنها إخراج البلاد من الأزمة التي تتخبط فيها، وخاصة فيما يخص أبناء شعبنا "الغير شرعي" .كما أطالب بضرورة فتح ملف أرشيف مايسمى بالبوليس السياسي الذي مازال ينشط هنا في الخارج..

أعرف أن هناك قوى داخل تونس وخارجها مصالحها تضررت، وخائفة من مما تحاول الحكومة الحالية تقديمة للمواطن أو هي معادية للدين، اتحدت مصالحهم مع بقايا النظام السابق، وتلك القوى نشطة جدا ويساعدها إعلام غير مسئول، ولا يجب أن يكون لدى الشعب حُسن الظن بهؤلاء، فالمسألة واضحة ويجب علينا أن نمضي في طريق البناء والتعمير وبناء الدولة الحديثة. فلا عودة للوارء أبدا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى