الأحد ٥ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

تعال يا واسطة العقد

هل تغديت؟ هل تعشيت؟ هل نمت وأنت مطمئن البال والأمعاء والأحلام؟ هل ضربك المعلم لأن أباك لم يشتر لك لوازم المدرسة؟ هل استهزأ بك زملاؤك لأن ثيابك بالية؟ هل نهرتك زوجة أبيك؟ هل منعتك من الأكل وأهدت لأبنائها حلوى وفاكهة؟

ما بك يا بني؟ مالك قابع وحدك في ركن البيت الذي بنيته بسواعدي وأنا حامل بك؟ لماذا تبكي وأنت نائم لوحدك بباب المطبخ؟

من صفعك البارحة؟ أبوك؟ زوجته؟ طفلهما المدلل؟ أين الساعة التي كنت قد اشتريتها لك بمناسبة نجاحك في السنة الأولى من ولوجك المدرسة؟ كسرتها أختك من أبيك؟ كسرتها لأنه غامر فقبلك أمامها؟

لم بقيت عند الجيران أيام العطلة؟ لم لم تلبس ثوب العيد؟ لم غادرت المنزل؟ لم تتسكع في الشوارع وحدك؟ لم تنام على الرصيف مع أطفال يكبرونك سنا وقامة؟ من علمك التدخين في هذه السن يا حبيبتي؟ من أين تعلمت هذه الكلمات النابية أنت الذي كنت تنطق فقط بكلمتي "باب- ماما"؟ لماذا تحمل دائما سكينا معك؟ من جرحك على خدك الجميل؟

لماذا ألقي عليك القبض؟ ماذا تفعل بالزنزانة يا طفلي العزيز؟ من هو ذاك الرجل القبيح الذي تنام بين أحضانه وراء القضبان يا حبيبي يا بني؟

تتوسد صدر الكلب العجوز؟ تأكل من القمامة؟ ماذا وقع لك ،يا رب ،أنت الذي كنت تتدلل علي وترفض حتى أكل التمر؟

تتقيأ الدم! تتنفس بصعوبة ! تحتضر!! تموت!! مت يا بني؟ تعال يا حبيبي يا واسطة عقدي، ها ذراعي، ها قلبي، ها عظامي، ها قبري.

ها قبرنا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى