الجمعة ١٠ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم ناهض زقوت

ندوة حول رواية «نبوءات»

نظمت شبكة شباب فلسطين الثقافية ندوة أدبية حول رواية "نبوءات" للكاتب والمخرج مصطفى النبيه، في قاعة المركز القومي للدراسات والتوثيق بغزة، وقرأ الرواية نقديا الدكتور عاطف أبو حمادة أستاذ الأدب والنقد بجامعة القدس المفتوحة، وأدار الندوة الكاتب والباحث ناهض زقوت منسق عام شبكة شباب فلسطين الثقافية، بحضور جمهور من الشباب والشابات وعدد من الكتاب والمثقفين.

وافتتح الندوة ناهض زقوت مرحبا بالحضور وضيف اللقاء وبالكاتب، وقال متحدثا عن الكاتب والرواية: منذ أكثر من عشرين عاما، أعرف مصطفى النبيه، وهو كما عرفته لأول مرة، يبحث عن الحب، الحب بمعناه الصوفي لا الجسدي، الحب الذي يسمو بالإنسان إلى مصاف الأنبياء والقديسين في طهرهم ونقائهم وصفائهم، الحب الذي يبني وطن، ويؤسس لمستقبل أفضل. هذا نلمسه بشكل مباشر في كتاباته الروائية والقصصية والمسرحية، وكذلك في إبداعاته السينمائية والتلفزيونية.

وأشار زقوت أن النبيه نشر في عام 1998 روايته الأولى (خريف رجل ميت)، وقبلها أصدر نص (الهذيان)، وكتب مسرحية (محكمة بدون ميزان) في عام 1991، بالإضافة إلى العديد من الكتابات الأدبية التي لم تنشر بعد. وفي مجال السينما والإخراج التلفزيوني، اخرج أفلام روائية وتسجيلية ووثائقية، منها: أحلام صغيرة، وسيمفونية مشاغب، وحلم، وليل، ومدينتي الجميلة، وعصفور الوطن، وأبرياء، والى متى، وكان يا ما كان، وقبل أيام عرض له تلفزيون فلسطين الفيلم الوثائقي "إيقاعات الفصول".

وأكد زقوت أن رواية (نبوءات) هي الرواية الفلسطينية الأولى التي تصدر في مطلع العام 2012. وأضاف بان الرواية ترسم بالصورة السردية الوقائع والأحداث السياسية والاجتماعية التي مرت على قطاع غزة في السنوات الأخيرة، من خلال عيني المثقف/ الكاتب الذي قهره الواقع وغير كثيرا من أولوياته، فأصبح نضاله من أجل لقمة العيش هو الأولوية على نضاله ضد الغول/ الاحتلال، وهذا الغول هو السبب المباشر فيما حدث ويحدث لنا، فهو المتحكم في مصيرنا، ويحركنا بأدوات يستخدمنا، فنحن مسيرين لتنفيذ رغباته ومطالبه، لذلك غابت عنا البسمة وتلاشى الفرح والحب بيننا، وتغيرت حياتنا كثيرا، وأصبحنا أكثر عنفا وقسوة على أقرب الناس.

ومن ثم قدم زقوت د. عاطف أبو حمادة ليقدم دراسته النقدية حول الرواية، فقال: إن النبوءة قراءة مستقبلية لما ستؤول إليه الأحداث دون الاعتقاد على مقدمات علمية وبحثية، وقد تتحقق أو لا تتحقق. وأضاف معلقا على عنوان الرواية، عادة ما تأتي النبوءة في بداية الحكاية، لكن الكاتب خرج عن المألوف ولم يصرح بنبوءاته واكتفى بالعنوان محركا للأسئلة التي يمكن أن تثيرها النبوءة في نفس المتلقي خلال متابعته لمسيرة الأحداث.

وعن شخصيات الرواية ذكر أبو حمادة، أن الشخصيات تتحول صعودا من قيد الهزيمة والانكسار إلى إرادة العزيمة والانتصار تمشيا وانسجاما مع الإيحاءات والدلالات التي يثيرها عنوان الرواية. وأضاف، ما يلفت النظر في شخصيات الرواية أنها جميعا بدأت معركتها بشكل فردي، فانتهت إلى مصير واحد هو الهزيمة والفشل، إلا أنها تكتشف سر هزيمتها ألا وهو البحث عن الذات الفردية، ومن هذا الاكتشاف ستبدأ مسيرة التغيير نحو تحقيق النبوءات التي توحدت في نبوءة موحدة انتقلت بموجبها الشخصيات من دائرة الأنا الضيقة إلى دائرة الفعل الجماعي، وهذا الانتقال دفعها إلى مهاجمة بيت الغول لتكتشف انه بيت واه متهالك يبسط سلطته من خلال الأكاذيب والأوهام التي بنشرها بين الناس.

وفي ختام الندوة قدم عدد من الكتاب والمثقفين مداخلات أشادت بالرواية وقدرتها على رسم ملامح الواقع في قطاع غزة، وبأنها الرواية الأولى التي تكتب عن الانقسام والحرب على غزة وتأثيرها على الناس. ثم تحدث كاتب الرواية مصطفى النبيه قائلا: نحن لم نخلق للموت بل للحياة وعلينا أن نحيا في مستقبل أفضل، وأشار أن الرواية كانت في كتابتها الأصلية سيناريو فيلم روائي، لذلك كان بناء الرواية عبارة عن لوحات حكائية شكلت الفضاء السردي للرواية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى