والمناضل الأستاذ الراحل سعيد سمعلي

رحل عنا بشكل مفاجئ وقاس الكاتب المسرحي والشاعر وعضو الاتحاد الأستاذ سعيد أحمد سمعلي (1974-2011) صبيحة يوم السبت 18 فبراير 2012 بعد مرض عضال لم يمهله أكثر من الوقت والحياة، لكنة ظل، رغم ذلك، حاضراً، ومتيقظاً وصابراً، يقاوم في صمت ويتأسى بالذي يستعيده ويفكر فيه ويستحضره كي لا يغيب عنه ويختفي، كأنه هو دائماً وأبداً من خلال مواقفه الراسخة وممارسته الثقافية والإبداعية والاجتماعية وإنسانياً إلى أن وافاه الأجل. ومن المعلوم أن الفقيد الراحل، ابن سطات الشامخة، بإرثها النضالي الوطني وبذاكرتها الفنية الشفوية، كان مناضلا وطنيا، ومدافعاً شرساً عن قيم الوطنية الصادقة الصافية، وعن حق الجميع في الحياة والعمل والتعليم والإبداع والثقافة.

داهمه المرض منذ عقدين، لكنه لم ينل من شكيمته ومن إصراره الدائم على الحياة والنضال البسيط والكتابة والمحبة العميقة والالتزام والوفاء للمبادئ التي نشأ وتربى عليها في المجتمع السطاتي، في الحزب والنقابة والجمعيات الثقافية والصحافة وفي اتحاد كتاب المغرب، وهو يحضر مؤتمراته منذ انتسابه إليه سنة 1976 ، منخرطاً بما يملك من صفاء وإخلاص ونبل وشهامة لا يستشعرها إلا من يعرف أصالة هذا الكائن البدوي الذي يختزل مسافات من المكابدة: تارة يناقش ويجادل ويدافع عن مواقفه وأرائه بشراسة، وثارات كثيرة يختار السخرية والضحك واقتسام ما يملك من رحابة الانتماء إلى المغرب العميق، الحاضر فينا جميعاً، مهما انتشرنا وتغربنا وضاقت بنا سبل الهوية ومدارات الانتماء المتوقد باستمرار في وجداننا المشترك.

رحل عنا الفقيد الأديب سعيد أحمد سمعلي، لكنه سيظل حاضراً معنا وفينا. وبهذه المناسبة الأليمة يعبر المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، نيابة عن كافة أعضاء الاتحاد، عن ألمه وحزنه الشديدين، وعن عمق مشاعره في فقدان صديق الجميع، الأستاذ سعيد سمعلي، لأسرته ولكافة إخوته وأصدقائه من المناضلين والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي والجمعوي في مدينة سطات وخارجها.عزاؤنا واحد والمجد لك أيها الفقيد – النبتة الضاربة في الأرض جذورها. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وأنعم الله على أهله وذويه، زوجته وأبنائه، بالصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.