الأحد ١٨ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم رقية عبوش الجميلي

توظيف الادب

نستنجد اليوم بتقديم أوراق. لتوظيف الأدب في خطابات الكتب الرسمية! لعلنا نجد من بين المسؤولين عن تلك الوظائف من يعيرنا اهتماما ويتلقف الأوراق من بين أيدينا. ليجد وظيفة شاغرة له من بين الوظائف. إلا ان حقيقة الامر ليست كما ظننا!
قدمت أوراق الأدب منذ عقود. لتوظيفه في خطابات الكتب الرسمية المتداولة. من قبل عميد الادب العربي (طه حسين). حين قام بنشر مقال أدبي نقدي. يخاطب به بعض عناصر الشرطة آنذاك. فأسرعوا بالرد عليه في ذات الصحيفة. وطال السجال بينه وبين اولئك الافراد. حتى مضت برهة من الزمن. فالتفت اليه احد اصدقائه وقال: "قد اطلت ما بدأت. وطال الجدل بينكما... ألا يكفي الى هذا الحد؟". رد عليه (طه حسين) بما معناه. إنه لم يرد فائدة في النيل منهم. إلا انه اراد ان يعلمهم كتابة خطاباتهم ونصوصهم الرسمية. بأساليب أدبية. وقد نجح في هذا. حين جعلوا من يرد على تلك المقالات مختص بالأدب. لقد جعل طه حسين من هذه القصة (توظيفاً للأدب) في شتى مجلات الكتابة. بيد أنها لم تدم في منصبها إلا لبضعة أسابيع لتنحصر في كتابة المقال. والرواية والقصة.
لو أننا استغلينا قدراته. لوجناه اينما خط قلم على ورق استقدمه الادب! بينما كنت اتطلع في أوراق تخص أحد المكاتب القانونية. وهو نص قانوني لمادة تشريعية لأحد القوانين. اعدت قراءة الورقة عدة مرات. ورأيت كم كانت جافة لا تحتوي على أي من أساليب الكتابة. العلمية او الادبية. ناهيك عن الاخطاء الإملائية والقواعدية في التأنيث والتذكير. وما كان يحتاج ذلك النص إلا إلى لمسة أدبية في أسلوب الطرح والكتابة. ليظهر بمظهر حسن. يلاقي استحسان قارئه. وليس هو النص الاول ولا الأخير. بل بات امراً طبيعياً في المخاطبات المتداولة! ولا يقع اللوم على كـُتاب تلك المخاطبات. بل هم ضحية من تعاليم ومناهج باتت معممة على الجامعات. ولو أدخلنا علم تدوين المخاطبات الرسمية وكيفية صياغتها أدبياً. وتعيين مختص بالتدوين والمخاطبة. لباتت ذو طابع أرقى وأرفع. وبهذا قد يجد الادب فرصة عمل في القطاع العام. ولا ينحصر في القطاع الخاص.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى