الاثنين ١٩ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم فتاحي حسناء

ندى صبح جديد

حامت قبّرة فوق رأسه

وطارت

فعرف أنه يوشك

على الولوج في الغيب

قام محمد

من على صخرته

وتاه في الضباب

حين شرع يفسّر

الرؤى لظلّه

طالعته لوحة إشهارية

لا تعني أحدا

فتساءل عن الفرق

بين المجون المستتر

والتقوى الفاضحة

في الشارع الأنيق

مطعم يغازل مقهى

ومحمد يبحث

عن الحد الفاصل

بين البيان والضَّلال

حملت الريح محمدا

إلى المدينة الماردة

وصلها من بلدة

المجاهد الأول

وفي يده حقيبة

من عصيان مخثّر

آملَ أن ينضمّ

إلى خلايا النحل

التي تُعِدُّ على مهل

بركانا من العسل

سيضيء الفضاء

وتتطاير شراراته

لتذيب المرارة

في حناجر المستضعفين

ولازال محمد

يفتح علب السردين

مع رفاقه

في أوراش البناء

وينتظر أن يفتح

البركان فوهته هنا

و تُحْيا

شقائق النعمان هناك

في بلدته

حيث انتزعَت يدٌ همجيةٌ

كل النباتات البرية

وحَجَّرَت التربةَ

زمنا قبل ولادته

محمد يستطلع القادم

المنتظَر

يطوي ضَنَكه

يربي حلمه

ويحدق في

عينيْ والده

اللتان لم يرهما

إلا على الصورة الورقية

تقول له أمه:

اقرأ في عينيْ أبيك

ستصل المنتهى.

يستنفذ محمد طاقته

في الكدح اليومي

وفي الليل يَفْلي الجرائدَ

والمجلات القديمة

ليعثر على ما يبشّر

بطلوع صبح جديد

يسقي نداه الإسمنتَ

فيُنْبِت ورودا ورديّة

تشبه وجنتيْ حبيبته.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى