الخميس ٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم مهند النابلسي

لنحاول تعميق وعينا الكوني

الاستبصار في الصحراء الجزائرية!

أجبرت امرأة جزائرية مجموعة من الباحثين على التوقف، وذلك بعد ساعات من السير في مقبرة مفتوحة فوق رقعة ملساء مستوية، تؤدي لمدينة غراديا الجزائرية! وقد توقفوا عند شجرة ضخمة، ربما كانت الوحيدة على طول مسافة الأربعمئة كيلومتر التي قطعوها، وبعد ان شربوا الماء الذي كانت حرارته حوالي ال50 درجة مئوية ن قام احدهم بجولة حول السيارة لتفحصها، وقد فوجيء بأن الاطار المامي اليسر كان على وشك ان يفقد كل مادته المطاطية!

باختصار لقد كانت معجزة هي التي حالت دون انفجار العجلة خلال تلك المسافة الهائلة، التي قطعت في صحراء خاوية بسرعة 180 كم في الساعة! لقد كان شعور المرأة الخفي هو الذي اجبرهم على ايقاف السيارة في اللحظة الحرجة ، وهو الذي انقذ حياتهم.

ربما كان هذا المثال أنموذجا لما عناه يونغ "الحدث التزامني"، وهو يعني التطابق الدال لحدث مادي خارجي مع انبثاق رمز داخلي نفسي، من دون ان يكون لهذين الحدثين اي علاقة سببية بينهما او حتى صلة منطقية مفهومة، حيث تجري الأشياء اذن كما لو أن الأمر يتعلق بحالة للادراك الحسي الخارق (ما يسمى الزمكاني)، ويعمل دماغنا البشري في الحالات المماثلة " كمحول للطاقة "، حيث يقوم بتحويل ما يسمى " الكثافة اللامتناهية للنفسية "الى ترددات قابلة للادراك حسيا.

كان ديفيد بوهم هو العالم الذي تحدث عن " طاقة ذكية " تدفعنا من وقت لآخر الى اكتشافات خلاقة، الا انه لم يوضح ما اذا كان هذا من طبيعة ذكائنا ام لا! وتسمى هذه الانجازات العقلية " بنفاذ البصيرة ". وتفرض هذه المعرفة الكونية نفسها كما اوضح العالم كازيناف من خلال التجربة ، التي تقود الى التفكير بأن الجسم " ب " يعرف فورا دون ادنى نقل للمعلومات بالتبدل الذي طرأ على الجسم " أ " من خلال فعل المراقبة ذاته. كما نجد ذلك جليا في آليات التخاطر بين البشر وخاصة الأقرباء والأصدقاء، عندما تنقل رسائل تخاطرية عند الملمات او للتحذير من المخاطر والكوارث!

كما تظهر هذه المعرفة الكونية جلية في قانون النصف حياة لتفكك النشاط الاشعاعي، اذ ان أي ذرة تتفكك تعرف تماما متى يجب عليها ان تفعل ذلك بالنسبة للمجموعة التي تنتمي اليها! وضمن هذا السياق نفسه نجد أيضا ان الجسيمات الأولية مثل الكواركات والبروتونات والنيترونات والباريونات تعرف العد بشكل ما، فهي تتحد سداسيا وثمانيا في أحيان كثيرة، على ان هذه الجسيمات لا تعرف العد بالطريقة التي نعرفها نحن كبشر! وفي ترائنا الاسلامي كانت " زرقاء اليمامة " مثالا فذا للفائدة التي يمكن ان تجنى من " نفاذ البصيرة "، ويوجد في المراجع العالمية الكثير من القصص والأمثال على وجود هذه الظاهرة بشكل ملموس. ولا توجد في عالمنا العربي حسب علمي مؤسسة واحدة تتعامل مع معطيات علم " الباراسايكولوجيا " بجدية علمية رصينة، في الوقت الذي أنشأ في الروس والغرب مختبرات متطورة سرية لاجراء الابحاث والتجارب، وفي الوقت الذي تهدر فيه الأموال العربية الطائلة على كافة صنوف اللهو والسخافات وحتى "الرذالات " في كافة انحاء المعمورة، نجد الملايين العربية بكافة طبقاتها ومستوياتها ترزح في أوحال الخزعبلات والخرافات والأوهام بتاثير الجهل والامية وهيمنة المنجمين والدجالين والمشعوذين، في سعي حثيث لتعزيز وتكريس " التخلف "، الذي كاد يتحول لنمط حياة يومي، ولا يبدو ربيع الثورات العربي "المزعوم " قادرا على احداث التغيير المطلوب في وعي الجماهير العربية البائسة!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى