الثلاثاء ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم محمد محمد علي جنيدي

الثقة وشباك الصائدين

نحن في زمن ساد فيه منح الثقة لأشخاص غير جديرين بها، والمصيبة ليست في منح الثقة بغير معايير تجعلها في موضعها الصحيح، ولكنها تبدو كزلزال يدمر كل شيء مع نتائجها المباغتة التي كم حصدت وتحصد من ضحايا.

الواقع أن منح الثقة في موضعها لا علاقة له بالعواطف إطلاقا.. فهو إعمال للعقل.. يحتاج إلى براهين كثيرة ويتطلب وقتا وجهدا خارقا من المانح لها حتى يُخرج المخاض يقينا لا تشوبه شائبة.

إن هناك من يستغلون من ليست لديهم الخبرة الكافية في الترويج لبضائعهم وأفكارهم..فهم يُحيكون شباكهم بعناية فائقة و يُعملون أدواتهم ووسائلهم بمهارة قلما تُخطأ الهدف.. وغالبا ما يكون هذا كله في حسن الخطابة وفصاحة اللسان وادعاء الفضيلة والخروج بالمظهر المُرضي لذوق وعاطفة من أرادوا اصطيادهم، فإذا ما استحوذوا على قلوبهم وعواطفهم وبالتالي ثقتهم.. فقد بلغوا مقصدهم وامتلكوا هدفهم الذي به يستطيعون دفعهم صوب غاياتهم ومآربهم دفعا لا تمنعه أي مقاومة، فيتحولوا أولئك إلى قطيع أو إلى جنود لهم وآلة حرب بين أياديهم ربما لوقتٍ طويل!.

فيا أيها المانح للثقة لشخص يعجبك ويدهشك وتحبه، عليك أن تدرك جيدا قبل أن تهاديه بثقتك فيه، بأنها أغلى شيء يمكن أن تمتلكه في حياتك، فهل هان عليك الغالي لتفقده بغير ثمن.. أو تبخس قدره وقيمته عند الراغبين..عليك أن تطرق باب منح الثقة بأسلوب البحث العلمي الذي لا يطمئن إلى نتائجه إلا بعد سنوات من تجربة لا تخلو من تدقيق وتمحيص وفحص ومراجعة.. وإلا فلا تلومن باستعجالك هذا إلا نفسك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى