السبت ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم مصطفى عبا

ركلة حب

يوم قرر أخيرا أن يجعل منها نصفه الثاني إلى الأبد أدخَلَها فسيحَ حياته.

في الأيام الموالية سرعان ما أصيبت بالتضخم الجسدي والمالي فخلعَتْه بركلة واحدة واستوت على العرش.

آخر مرة شاهدتُه فيها كان يمشي محدودب الظهر في شوارع "ليون"، يتنقل من حانة إلى أخرى ليُقدف خارجها بعد ذلك وهو يترنح ككلب مغربي سقيم ويلعن صندوق المساعدات الاجتماعية.

امرأة تحت التغطية

تتمترس خلف قماشها الفضفاض. ترى العالم من خلال ثقبين في ثوب أسود يغطي وجهها (هل لها وجه؟).

لعلها تغلي في داخله وتتصبب عرقا.

ما كان ضرها لو نزعَتْ عن جسدها هذه "الخيمة" المتحركة؟ ومَن كان من الرجال سينقض عليها ولعابه يسيل ككلب مغربي لاهت في حر هذا الصيف المحرق؟

تهديد بالسلاح الأبيض

اتخذت مكانها حول طاولة فارغة على بعد خطوات قبالتي.

الفضاء الخارجي لمقهى "النافورة" في ساحة "ڨولتير"، تحت هذه الشمس الدافئة والنادرة في "ليون" الضبابية، لم يمتلئ بعد بالزبناء.

طلبَتْ مشروبا غازيا ثم صوّبَت نحوي ثدييها الشبيهين برأس صاروخ نووي على أهبة الانطلاق. خلتُهما يقولان لي: "إن تتحرك (دين أمك) تَمُت!".

ظللت متجمدا في مكاني طالما هما مسددان نحوي وبي مزيج من الخوف والانبهار والدهشة و... كل شيء...

كنت في حالة استنفار قصوى استعدادا لأي قصف خارجي أو داخلي.

ظلا يستفزانني ويتهامسان... وأنا كالرهينة لا أحرك الساكن.

مر دهرٌ هكذا...

جرعتْ مولاتُهما آخر جرعة من كأسها ثم نهضَت.

وضعت حقيبتها اليدوية على كتفها البض العاري وهي تقصفني بنظرة تُحيي ولا تُميت.

قدفتني بابتسامة ماكرة ومضت تهتز فوق كعبَيْ حذائيها الطويلين وتتلوَّى.

أنا؟

أنا بقيت في مكاني كالمُقعَد أبسمل وأحوقل وأتشوَّى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى