الخميس ٣ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم عـادل عطية

ليـس بالسـم وحـده!

ما ان أكتب مقالاً، ألمس فيه المقدس الذي من اختراع الناس؛ حتى أتلقى على بريدي، وابل من السباب الصاخب ضدي، ألمح في ثناياه سيفاً لامعاً ذو حدين. وكأني ضغضت للتو على زر النور، الذي يؤلم عقولهم، التي سكنها العشى الليلي!

مبررين عدوانيتهم اللفظية: "بانني أضع لهم السم في العسل"!

في البداية، قلت انها مجرد كلمات في الهواء؛ للرد على شخص جرح حياء أفكارهم الرمداء، تماماً كما يغازل شاب فتاة في الطريق العام؛ فتنظر إليه بإستعلاء، وتقول له: "يا سم"!.. وكأن الشخص هو المقصود بالسم في كلامه الحلو!

ولكن أكتشفت من لهجة التهديد والوعيد، أن الإتهام أكيد، وانني أعيش على حافة البقاء!
لم أتخيل نفسي يوماً أن أكون محرضاً على الاعتداء على الحياة، فكم بالحري أن أكون قاتلاً، بما في ذلك "القتل الرحيم"؟!..

ولم أتخيل نفسي يوماً أذهب لشراء السم والعسل – مع أن العسل فيه شفاء للناس، كما يقولون-؛ لامزجهما معاً، وأقدمهما إلى قرائي، إلا إذا كنت أكتب وأنا نائم كمثل الذين يمشون في نومهم!

وحتى لو فعلت ذلك، فالحمد لله، ان الكثيرين أمسكوا بي، قبل فوات الأوان، مما يدل على خيبتي، وقلة حيلتي، وانني مهما فعلت: مكشوف.. مكشوف.. يا ولدي!...

ان هؤلاء الذين لا يرون إلا صوابهم المطلق، لا يدركون أن مصاحبة العلل الفكرية على طرقات الهروب السهلة لا تؤدي إلى ارساء الحقيقة، وأنه من السهل كتابة كلام حلو كالسكر في الزمن المرّ، ولكن هذا السكر، لا يلبث أن يُظهر ذاته كواحد من السموم البيضاء. وساعتها لن أكون في حاجة لوضع السم في العسل!...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى