ستبقى في القلب

في صباح يوم الثلاثاء الثامن من شهر مايو 2012 م أعلنت عقارب الساعة رحيل صديقي الحبيب وأخي العزيز الإذاعي القدير والإنسان الحنون صاحب القلب النقي والخلق الحميد والبسمة المشرقة / وجيه عرفات عن عمر يناهز 56 عام.

وعندما تلقيت خبر الوفاة من أخي وصديقي المخلص الصحفي علاء الدين الساوي رئيس تحرير جريدة المحور الدولي قلت (البقاء لله تعالى) ثم فاضت دموع قلبي وحاولت التمسك أثناء المكالمة الهاتفية لكنما هاج الحزن لفراق واحد من أعز الأحباب وأقرب الناس لقلبي وعقلي.
عرفت الإذاعي القدير في الثمانينيات عندما كنت بصحبة الإذاعية القديرة / سعاد الجرزاوي كبير مذيعي شبكة الشباب والرياضة فقد كنت في الإذاعة لتسجيل بعض البرامج الأدبية التي كنت أكتبها وقتذاك.

وبعد التسجيل كنا نسير في ردهات الطابق الثاني للخروج فتقابلنا مع الإذاعي/ وجيه عرفات وبعد سلامه على الإذاعية / سعاد الجرزاوي صافحني بابتسامته المعهودة وقال: أنت مذيع جديد .. فتبسمت ومن ذلك اللقاء دخل قلبي وفكري وتواصلت الصداقة والأخوة بيننا وتابع كتاباتي ونفذت معه العديد من الفترات المفتوحة عبر أثير إذاعة القاهرة الكبرى.

في عام 2002 كتب مقدمة لكتابي (من سجلات الشرف) قال فيها: الأديب إبراهيم خليل إبراهيم يبحث عن المعلومة في كل مكان وفي كثير من الأحيان يأخذها من مصدرها فمثلا حينما عرف بطولات / عبد الجواد محمد مسعد سويلم بطل معارك الاستنزاف حصل على عنوانه وذهب إليه بصحبة البطل / محمد المصرى صائد الدبابات وتقابل معه فى منزله بعزبة (أبو رضوان) التابعة لــ (أبو صوير المحطة) بمحافظة الإسماعيلية وأيضا بحث عن البطل محمد المصري صائد الدبابات خلال معارك أكتوبر 1973 وعلم أنه من شنبارة منقلا مركز
د يرب نجم بمحافظة الشرقية ويعمل بمجلس مدينة ديرب نجم اتصل بمجلس مدينة ديرب نجم فاخبروه أن البطل قد انتقل إلى مجلس مدينه أبو المطامير بمحافظة البحيرة فاتصل به وتقابل معه وسجل بطولاته.

أيضا عندما علم ببطولات البطل / محمد عبد العاطي صائد الدبابات خلال معارك أكتوبر بحث عنه فعلم انه من محافظة الشرقية فسأل الأديب / إبراهيم خليل إبراهيم بقريبه الدكتور علاء صالح الأستاذ بكلية التربية الرياضية بالزقازيق وسأله عن البطل محمد عبد العاطى؟ فاخبره أنه من منيا القمح فاتصل إبراهيم ببعض الأصدقاء بسنترال منيا القمح فأعطوه تليفون عمل ومنزل البطل / محمد عبد العاطي فاتصل به و ذهب إليه وسجل بطولاته وأيضا علم أن محمد حسين مسعد هو أول شهيد على ارض سيناء خلال معارك أكتوبر 1973 وانه من سنديون وكذلك علم ببطولات البطل / عبد المعطي عبد الله عيسى الذي دمر 26 دبابة إسرائيلية خلال معارك أكتوبر فكتب إبراهيم رسالة متضمنة رقم تليفونه إلى أسرة الشهيد / محمد ثم أرسل رسالة أخرى إلى البطل / عبد المعطي عبد الله عيسى حيث يقيم بالعياط ومن هنا استطاع الوصول إلى البطلين .. استطاع إبراهيم الوصول إلى البطل محمد العباسي أول من رفع العلم المصري على أول نقطة تم تحريرها يوم العبور العظيم.

هذا علي سبيل المثال لا للحصر .. والأديب / إبراهيم على علاقة حميمة بالعديد من الأبطال واسر الشهداء وبالإضافة إلى ما ذكرته يضم هذا الكتاب مجموعة من الأبطال الذين سطروا بطولاتهم في سجلات الشرف وسوف يسعد به كل من يقرؤه .. فتحية تقدير للأديب والمؤرخ إبراهيم خليل إبراهيم الموسوعي في أحاديثه الإذاعية وفي كتاباته.

وبعد صدور كتابي قام الإذاعي القدير / وجيه عرفات بإذاعة الكثير مما ضمه في احتفالات مصر بذكرى انتصارات أكتوبر.

هذا والإذاعي القدير / وجيه السيد عرفات من مواليد محافظة الدقهلية وبعد حصوله على ليسانس الآداب (عبري) من جامعة عين شمس عمل بالإذاعة (مذيع تنفيذ) ونفذ العديد من الفترات المفتوحة على الهواء مباشرة وكتب وقدم مجموعة من الدراسات والبرامج والسهرات والمسلسلات والمسابقات الإذاعية منها : كوب مياه (سهرة خاصة) وحلم نجيب (برنامج بمناسبة فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل) وتمثيلية فى سهرة وصلاح جاهين أطول أنهار العالم شعراً (برنامج) والعبقري والذكية فى المدينة الذهبية (مسلسل 90 حلقة جغرافيا تاريخية للشباب) وبناة الحضارة (مسابقة ثقافية) ورسائل طه حسين للكاتب إبراهيم عبد العزيز (سهرة خاصة ) وأديب مصر الكبير عبد الحليم محمود عبد الله (سهرة خاصة) وأسماء فى قصائد وأغنيات (مسابقة) والأسماء فى عيون الشعر العربى (دراسة) وكنوز المعرفة (برنامج إذاعي ) وأغنية بعنوان (يا سلام )غناء محمد ثروت وعمل فترة بتليفزيون سلطنة عمان كمصحح لغوي للعمل التليفزيوني (الشعر ديوان العرب) وعضو اتحاد كتاب مصر منذ عام 1998 ورابطة الزجالين وكتاب الأغاني وجمعية أدباء الشعب وجمعية الأدب العربي مستشارا ثقافيا وسكرتيرا لجمعية الخدمات الأدبية وحصل على ميدالية اتحاد الكتاب تقديرا للتفوق فى دورة الدراما التى نظمها الاتحاد وشهادات تقدير من جهات كثيرة.

شيعت جنازة الإذاعي القدير / وجيه عرفات من المنصورة وتوارى جثمانه بين ثرى مقابر الأسرة بقرية ميت العز التابعة لمركز المنصورة (محافظة الدقهلية) وأقيم العزاء بدار مناسبات (أبو بكر الصديق) الكائنة بشارع خوفو المجاور لشارع العريش بالهرم .

إلى جنة الخلد أخي وصديقي الحبيب والإذاعي القدير/ وجيه عرفات .. أنت رحلت بجسدك لكن روحك معي .. وصدقك ومحبتك ستظل طيف حياتي مابقيت الحياة.