الثلاثاء ١٥ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم إياس يوسف ناصر

حقيبة لاجئ

حزَمَ الأحبةُ... بالحقائبِ موطني وحَزمْتُ دمعي فوقَهُمْ وذراعي
فرأيتُ في بعضِ الحقائبِ إقرثًا ورأيتُ لفتا... غربتي وضَياعي
ورأيتُ كلَّ بلادِنا محمولةً بحقيبةٍ... تجري بغيرِ شراعِ
هل صرتَ يا وطني حقيبةَ لاجئ ٍ أو صورةً... أو قبلةً... لوداعِ؟!
وهلِ القضيةُ أن نراهمْ مرةً ونعودَ نَذكُرُهمْ على الأسماعِ؟!
ماذا جرى لعروبةٍ مشؤومةٍ تَركتْ فلسطينًا بيوتَ أفاعِ
في كلِّ يومٍ يَهدِمونَ بيوتَنا والعُرْبُ بينَ تداوُلٍ وصراعِ
قد علَّمونا... أنّ ماضي يَعرُبٍ مجدٌ... وأبطالٌ... وحربُ سباعِ
لكنني قد صرتُ أعلمُ أنهمْ فَتنوا العقولَ بكذبةٍ وخداعِ
أينَ الفوارسُ من قبيلةِ طيِّئٍ والزيرُ بينَ مُقاتلٍ وشجاعِ
ومروءةُ الأعرابِ... أينَ طباعُها هذي الخرافةُ... بُدِّلتْ بطباعِ
كَذِبٌ على كَذِبٍ بطولةُ عنترٍ قصصٌ... أساطيرٌ... وحبرُ يراعِ
والعالمُ العربيُّ يُسكِرُ نفسَهُ بقصيدةٍ عن سيفِهِ القطّاعِ!!
ما زالَ يُؤمنُ بالخيولِ وبالحمى وبكلِّ فحلٍ مُخصِبٍ دفّاعِ
ظلّتْ فلسطينٌ يُعرَّى جسمُها وعليهِ كلُّ عباءةٍ وقناعِ
لا تَعجَبوا إن قلتُ شعرًا مُوجِعًا فالشعرُ يبقى سيّدَ الأوجاعِ
عاشتْ فلسطينٌ... وعاشَ ترابُها فكيانُها في القلبِ والأضلاعِ
واللاجئونَ... أحبتي وقضيّتي حقُّ الرجوعِ.... مصيبتي وصداعي
ستعودُ يا وطني بكلِّ حقيبةٍ منها سنُخرِجُ موطني وضِياعي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى