الخميس ١٧ أيار (مايو) ٢٠١٢
معركة الأسرى وحكومة فياض....

انتصر الأسرى ..وانهزمت المصالحة..!!

عماد عفانة

بلا سلاح، وبدون مخالب، ولا أظفار، بلا جبهات ولا خنادق، ولا حتى متاريس، ومن قلب القهر والاستضعاف، سطر الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية صفحة جديدة من صفحاتهم المشرقة في الانتصار على الجلاد على السجان على الشيطان.

قوة الأسرى في ضعفهم، مقولة نجح الأسرى الأبطال في تجسديها على أرض الواقع حقيقة ماثلة.

خوف العدو المحتل والسجان الغاصب من تشوه صورته المقززة أمام الرأي العام العالمي من جانب، وخوف العدو من تنفيذ المقاومة لتهديداتها بقلب الطاولة في وجه الجميع والبدء بحرب مفتوحة ضد كيان العدو في توقيت حساس لا يرغب فيه العدو، أجبر المحتل على الرضوخ لإرادة المقهورين في قبور الأحياء.

ما أن أعلن الأسرى الأبطال عن معركة الكف في مواجهة المخرز حتى تجند الشعب بكافة تلاوينه خلفهم في خيام التضامن والصمود.

ما أن أعلنت قيادة الاضراب عزمها المضي في المعركة حتى النهاية إما تحقيق المطالب أو خروج الأرواح إلى بارئها، وسار الاضراب ضمن خطوات تصعيدية ممنهجة ومنظمة، حتى انبرت المقاومة تسند صمود الأسرى عبر ايصال رسائل التهديد للعدو المحتل بقلب الطاولة في وجهه.

قوة الأسرى تكمن في ضعفهم...مقولة نجح الأسرى في توظيفها للانتصار على جبروت السجان من جانب، ولتحقيق مطالبهم الانسانية من جانب آخر.

وفي الوقت الذي خاض فيه الأسرى معركة الكرامة المشرفة وانتصروا على الجلاد من جانب، ووحدوا الشعب خلفهم من جانب آخر، وسلطوا الضوء على قضيتهم المنسية عربيا وعالميا من جانب ثالث، ونجحوا في احراج العدو وفضحوا صورته النازية من جانب رابع ، في هذا الوقت

الذي يحقق فيه هؤلاء المقهورون في قبور الأحياء كل هذه الإنجازات يفشل الشعب.

يفشل الشعب في اكتشاف أن قوته في صوت هديره الذي أسقط خلال الربيع العربي عروشا وأنظمة متجبرة، فيضعف شعبنا عن إسقاط الحكومة الأمنية في رام الله.

يفشل الشعب في التوحد في خندق الثوابت وفي جر القوى والفصائل للتوحد خلفه للدفاع عن القضايا الكلية لشعبنا بعيدا عن تعقيدات التفاصيل التي أغرقته بها الفصائل.

يفشل الشعب الباعث للربيع العربي في صنع ربيعه الخاص والخروج من تحت بساطير الاحتلال لإسقاط الحكم التسلطي المعين من فصيل واحد ذو لون واحد.

يفشل الشعب في الانبعاث من جديد ليرتدي ثوب الثورة ثوب الانتفاضة، الاجتراح الفلسطيني الحصري في قاموس النضال الوطني.

يفشل الشعب في التمرد على جلاديه الذي يمرغون كرامتنا كل يوم على أعتاب التعاون الأمني مع العدو المحتل تحت مسميات خادعة رغم كونها مكشوفة لكل ذي لب.

يفشل الشعب في تجسيد إرادته الحرة بتمكين ممثليه المنتخبين من ممارسة حقهم في المراقبة والمحاسبة والتصويب للحكومة والحاكم.

يفشل الشعب في الاعتصام المتواصل في خيام الوحدة الوطنية حتى يستجيب مغتصبو السلطة لإرادتهم بالتوحد في خندق الوطن وتوحيد البوصلة لتشير فقط نحو القدس.

يفشل الشعب في إجبار حاكمه على الإنصات لرغبته بحكومة وحدة وطنية تعيد اللحمة لصفوفه وتزيل وإلى الأبد دواعي الفرقة والشرذمة التي ولدها تضارب الألوان والبرامج والمرجعيات.

يفشل الشعب في إرغام حاكمه على تحقيق متطلباته الإنسانية على الأقل لشطره في قطاع غزة كالحق في جواز السفر الممنوع من الصرف في رام الله، والحق في العلاج والدواء الممنوع من السفر نحو غزة، والحق في الكهرباء والوقود المنهوبة أمواله الأوروبية نحو رواتب كبار رجالات المقاطعة، والحق في الرقابة على الحكم ومحاسبة المتسلقين نحو الحكم في ظل تغييب المجلس التشريعي المغلق حتى إشعار آخر في رام الله.

يفشل الشعب بقوته الهادرة فيما ينتصر الأسرى بضعفهم المدوي.

ينتصر الأسرى ويلامس صمودهم الثريا، فيما تنهزم المصالحة لتمرغها حكومة فياض الجديدة في الثرى.

فأين أنت أيها الشعب... وأين إرادتك الحرة.. وأين ربيعك الفلسطيني..!!

عماد عفانة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى