الأحد ٢٧ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

ليت الصفاء يدوم!!

«اللهم اعطنا خير هذا الصفاء».

أقول لنفسي في هذا الفجر الصافي بوضوح وشفافية وجمال ساحر، أقول هذا الدعاء قياسا على مقولتنا المأثورة التي تستكثر الفرح، والضحك " اللهم اعطنا خير هذا الضحك "!! نستكثر الضحك لأننا مفطورون ثقافيا على الحزن، والحيرة، والاغتراب، و...الليلك!

(طلب مني صديقي الساخر (محمد مكي) أن أغيّر الليلك، واقترح (الفوشي)!)
سألت عن (الفوشي) الذي يشعرني اسمه بعدم راحة، ويشير إلى ميوعة من نوع ما لا أدريها بالتحديد...فكان اللون مظلوما؛ بحمله لاسمه الغريب، وضياعه بين الألوان، وقربه من الليلك...

لنبق على موّالنا القديم يا صديقي إذا، ولندع (الفوشي)، فاليوم وضوح يعمر الفضاء، والجبال. اليوم صفاء حسدت نفسي عليه، وأغبطت الطبيعة بسحره ؛ الصفاء لا يدوم، لذا تمنيت خيرا يعقبه.

ولأن أمنياتنا تأتي بأضدادها جاءت الأنباء محمولة على جناحي غراب؛

الرسائل مع الحكومة الإسرائيلية وصلت إلى حائط مسدود. حائط الحكومة الوحدوية أقوى من الحيطان كلها. لا أمل، لا نافذة مفتوحة في الحائط. حائط مسدود.

الاستيطان في القدس يقضي على مشروع حل الدولتين، يقول الواقع، وكان قد قال من قبل. الجديد هذا الغزل (!!) البريطاني في ساحتنا المنكوبة بالسياسة، والاستيطان، والليلك...
هل استيقظ الضمير البريطاني فأراد التكفير عن جريمته التاريخية؟!

هل سيعوّض البريطاني ضحايا سياسته في بلادنا؟! (عرضت الحكومة الإسرائيلية على تركيا تعويض ضحايا سفينة " مرمرة " بمبلغ ستة ملايين دولار)

كم مليون دولار يلزم لتعويض الشعب الفلسطيني؟ وهل الدولارات تفي بالتعويض؟

العين اليسرى تدمع بسبب الرشح، وعودة الالتهاب، وسماع الأخبار، وقراءة الصحف، وإشعاعات الشاشة....الصفاء المأمول يختفي، بل يقل بمزيد من الغبش، والدائرة تتسع؛ البناء الاستيطاني في (خربة طباليا) سيضع المسمار الأخير في نعش القدس ويهدد حل الدولتين، تقول وكالات الأنباء. (هل ما زال حل الدولتين معقولا؟ هل ما زال ممكنا؟)

صفاء اليوم يزداد تلوينا؛ من نقاء إلى مفوّش إلى مليلك... الليلك سيد الموقف. لا وضوح كاف للرؤية ؛ ليلك، ودموع، واستيطان، وخطب، وتحليلات، ومصالحة تنتظر الشروع والتنفيذ...والقدس تهوّد بكل المعاني.

قال (كارتر): (مبارك كان يستجيب بمهانة لطلبات واشنطن وتل أبيب).

التسرّب من المدارس وفق الإحصاءات الرسمية بلغ نسبة الأربعين في المئة. أسباب عديدة تقف وراء التسرب المدرسي، ونتائج خطيرة جدا على النسيج الاجتماعي والثقافي لجيل سيستلم زمام الأمور في غد قريب...وجزء منه استلم بالفعل!

مطلوب من الجميع التشمير والاستنفار. الأندلس ضاعت إلى الأبد، فما زال في الخارطة بقية من أمل، وثقة. فلا تضيّعوها (أقول لصفحتي، وأنا لا أدري من أخاطب سوى نفسي وآخرها المراقب بحزن...)

كتب (الدكتور ناصر أبو خضير) حول اللغة العربية التي تضيع في المدارس والجامعات، وكتب (هشام يوسف) حول القراءة ومناصبتها العداء، وكتب (يوسف ناصر) معجبا بحرية اليمامة وسجن الناس... أستذكر واقعا أعلمه لا يقيم وزنا للمطالعة، والكتاب....ونهجا غريبا بدأ يتسيّد الموقف

إخراج مجلات مدرسية بهدف دعائي. اطلعت على نموذج حملت مقالاته أسماء معلمين ومعلمات على فرض أنهم كاتبو تلك المقالات المستلّة من الشبكة العنكبوتية!!!

ضياع الأمانة العلمية، والأدبية. والمطالعة المغيّبة. واللغة الخائرة والخاوية، والفوشي، والليلك، والاستيطان، والتسرب.......هل سيبقى صفاء الصباح على حاله؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى