الأحد ٢٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦

توفيق عيسى صُرْداوي

(1353 هـ - 1408 هـ) (1934م – 1988م)

ولد في قرية "صُرْدة" القريبة من مدينة رام الله الفلسطينية، وأنهى دراسته الثانوية في رام الله. عمل في سلك التدريس، وانخرط في حزب البعث العربي الاشتراكي في منتصف الخمسينيات وغادر الأردن الى دمشق واستقر فيها، ثم انتقل الى بيروت وعمل في جريدة "السفير" اليومية وتُوفي وهو يعمل فيها، وقد رفضت سلطات الاحتلال اسلماح بدفن جثمانه في قريته المحتلة.

قوميّ الاتجاه، عاش ملتزماً بفكرته، ولقي عَنَتاً شديداً في سبيل ذلك، كان عضواً مؤسِّساً في "رابطة القلم الحر" بالأردن. وكان له حضوره الشعري على الساحة الأردنية في النصف الأول من الخمسينيات، وكان كثيف الحضور على صفحات مجلة "الآداب" البيروتية. لم نجد له ذكْراً في جميع المؤلفات والدراسات المطبوعة التي تؤرخ للشعر الفلسطيني، أو تتناوله، فقد تجاهله جميع الدارسين والباحثين بصورة كاملة وظالمة، وربما يكون لعوامل السياسة أو لغيابه عن وطنه منذ أواخر الخمسينيات دور في هذا التجاهل.

أكثر شعره من النمط الحر، وله قصائد عامودية معدودة، وما تزال آثاره مبعثرة بين الأوراق تنتظر من يجمعها وينشرها.

نماذج من شعره:

اعتراف

يا جارتي لا توقظي حنيني
 
دعيه يغفو أخضر الجبين
 
حبسته في خافقي لم تكتحل
بالنور عيناه، ألا دعيني
 
لو تعلمين السر ما قلتِ ابتسمْ
يا جارتي خيرٌ لك اجهليني
قالوا بأني ذات يوم أَربدٍ
ولدت في ذات مساً حزين
في بيت فلاح أثاث بيته
قدْر قديمٌ وقفير تين
وغصّة – يا جارتي – كنت له
لمّا أطل للدُنى جبيني
لا فحمةٌ في بيتنا كانت ولا
زيتٌ ولا كفُّ من الطحين
والثلج – قالوا – كان يهمي عاصفاً
بقسوةٍ مزارع الزيتون
الشمس ما رأيتها من يومها
فالليل خلفي مُسدَلٌ ودوني
أما السماء صفحة مرقومة
سطورها بالحقد والشجون
يا جارتي لا توقظيني إنني
أحب بين الناس من يَسْلوني
حقيقتي لو تعلمين كُنْههَا
لو حكَتِ العيون للعيون
لكنما عيناي صُلِّبتا فلا
تتحدثان وشُدّتا لجفوني
يومي كصحراء على كثْبانها
تعدو رياح البؤس والمنون
ظلّ وجودي، ظلُّ وهْمٍ حائرٍ
لا يُرْتجى لمتعبٍ محزون
كفّاي كفّا قاتلٍ يا جارتي
دم الضحايا هاتفٌ يدعوني
أخشى إذا سلّمت كفّي لطخةً
موبوءةً بعاريَ الملعون
يا جارتي ما لي ضمير عُفْته
ألقيته خلف جدار الصين
نزعته ذات صباح بيدي
مضغْته . . بصقْته . . العْنيني
لا قلبَ لي قتلتُ فيه ثورتي
حطّمت إحساسي الذي يُشقيني
عدت الى أرضي الى حقيقتي
ظلاً حقيراً لحقير طين

(عن مجلة "الأديب" البيروتية، كانون الأول / ديسمبر 1959)

عن كتاب شعراء فلسطين في القرن العشرين للكاتب راضي صدوق


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى