الأحد ٢٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم إبراهيم سعد الدين

إمرأةٌ من زمنِ العِشْق

أُفَتِّـشُ عَنْـكِ
أجُوبُ البِحـَـارَ
أُسَافِـرُ بَيْـنَ المطَـاراتِ
أَغْشَـى المـوَاخِيــرَ
أَسْـألُ في عُلَـبِ اللَّيْــلِ
أَبْحَـثُ عَـنْ وَجْـهِ غَانِيَـةٍ
طَـارَحَتْني الهَـوَى ـ ذاتَ يَــوْمٍ- بِـغَيْرِ مُقَابــِلْ.
أُفَتِّشُ عَنْـكِ
وأنـْتِ كَما قَالَ بَعْـضُ شُهُودِ العَيَانِ
تُقِيمينَ في خَيْـمَةٍ بالعَرَاءِ
تَمُوتينَ عَامَــاً
فَتَطْعَـمُ من لَحْمِكِ المسْتبَاحِ طُيورُ المنَافي
وَتَحْيـينَ عَامــاً
فَينْظِمُ فِيكِ مُلُـوكُ القَوَافي
قَلاَئــِدَ شِعْـــرٍ
إلى أن يَضيعَ الدَّمُ المتَخَثِّرُ بَيْنَ القَبائــِلْ.
أُفَتِّـشُ عَنـْـكِ
وَأنـْتِ ـــ كَما قَالَ بَعْضُ رُوَاةِ الأَسَاطِيرِ
في غَيْمَــةٍ بالسَّمَاءِ تُـقِيمينَ
تُمْطِـرُ عَيْنَاكِ ــ مِنْ شِدَّةِ الحـُزْنِ ــ دَمْعــاً
فَتخْضَـرُّ مِنــْهُ السَّنابــِل ْ
تَكُونِينَ ــ في السَّنوَاتِ العِجـَافِ
سَحَابَــةَ حُزْنٍ عَلى قَسَمَاتِ الصِّغَارِ
وَشَارةَ حُزْنٍ على شُرُفاتِ المَنازِلْ
وَدَمْعَــةَ حُزْنٍ ــ تُرَاوِحُ مَوْضِعَهاَ ــ في عُيُونِ الأَرَامِــلْ
أُفَتِّــش عَنْــكِ
وَأنـْـتِ ــ كَمَا قَالَ لي البارَمانُ العجوزُ وبَعْضُ السُّكَارَى
تكونين ـ في أوَّلِ اللّيْلِ ـ بَائعَةً للهَوَىَ
تأكلين بثدْيَيْكِ في الطرقات الفقيرة
تَسْتَحِيلينَ ـــ في آخِرِ اللَّيـْـلِ ـــ باقةَ وَرْدٍ
تُلمْْلِمُ زَهْـرَةَ قَلبْـِي النَّثيرة
فَيَشْتَدُّ شَوْقِي إلَيـْـكِ
ويَشْتَـدُّ حُزْنِي عَلَيـْـكِ
وأَغْـرِقُ ـــ في سَكْـرَة ِ الحـُـلـْمِ
تــَوْقاً لِـدِفْءِ الأَنــَـامِـــلْ

مشاركة منتدى

  • لماذا تبحثُ عن تلك الغجرية أيها الشاعر؟ يبدو لي أنك تحب المغامرة واصطياد الطيور الجارحة ... قصيدتك الرومانسية الدافئة، واقعية رغم مافيها من هروب يصب كله في الذات الانسانية العميقة . بانتظار تحليقات جديدة من عذوبة روحك الشاعرة
    إباء العرب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى