الأربعاء ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

شاشة وكتابة وتبولة

بحر من (الأخضر) بدأت به يومي.

البقدونس بلونه، وعبقه، ومنظره احتل ساحتي اليوم، ثم تلاه النعناع.

التحضيرات المتواصلة لتحضير (التبولة)؛ حركة السكين الخشن ثم الحاد وهي تعلو وتنزل، وصوت الفرم...غطت على تركيزي في صندوق التغريد المفتوح لطيور الصباح التي تزورني محيية، أو مطمئنة، أو عابرة سبيل.

أمس أفلحت بشراء العدد المطلوب من إضمامات البقدونس والنعناع لوازم (التبولة) لعدد من المدعوات قد يزيد عن المائة.

القاعة تم حجزها في بيت لحم، وها هي حركة إعداد التضييفات متواصلة؛ هنا التبولة، ثم أقراص الجبن والزعتر والكبة، وهناك في منازل القريبات حركة مماثلة. فغدا يوم خاص!

يوم ميلاد آية (25 حزيران 1990 م.) ويوم الجمعة (29 حزيران الحالي يوم تخرجها) وقبل أسبوعين يوم تخرج (رئاس)، ثلاث مناسبات مفرحة ستحتفل بها الصبايا والصديقات والزميلات في يوم واحد.
للبقدونس عبق مميز، وللنعناع مثله. أن تجهز ضيافتك لمدعويك بنفسك أفضل، لكن لا بد من الاستعانة بالفرن ليعد أقراص (السفيحة الأرمنية)!

أرسلت زميلتي (حنان أبو دلو) قصيدة (نزار قباني) ونشرتها على صفحتي الخاصة في الموقع تحثني على مواصلة كتابة اليوميات، وهي تفترض بأنني سأتوقف بقرار خاص:
(...لماذا أكتب؟؟؛

أكتب، كي أفجّر الأشياء، والكتابة انفجار.

أكتب، كي ينتصر الضوء على العتمة،

والقصيدة انتصار.

كي تقرأني سنابل القمح
وكي تقرأني الأشجار.
.......
.......
أكتب كي أنقذ من أحبها

كي أجعلها أيقونة

كي أجعلها سحابة.)
لا أقدر من (نزار) على الرسم بالكلمات، والعزف على أوتار الروح، والمعاني. أعجبني (الضمير) في قوله (من أحبها) فهو يعود إلى من تختارها، بشرا، أم مدينة، ابنة، أم زوجة، أم ما شاء لك الاختيار والهوى...

أميل أحيانا للتوضيح بالرسم على شكل دوائر، دائرت(ها) الأولى الذات، ثم المدينة، ثم الوطن القريب، ثم الوطن الأقرب، ثم الكون بأسره...

شكرت زميلتي الواعدة بالمزيد من الرسم ( أم لؤي) لاختيارها وتذكيرها: ( هو الذي رسم بالكلمات، وبالغيوم، وبالبنفسج ؛ نزار. أشكر جمال اختيارك وتذكيرك بكلمات شاعر الجمال والأحلام والحياة والمستقبل. )

إلى بيت لحم التي تسحرني بهدوئها وبراءتها ذهبت ضحى. اتفقت مع مالك القاعة، ورسمنا (!!) ترتيب المائدة، ومكان الاحتفال، وطلبنا شاشة لتعرض عليها بعض الصور واللقطات. القاعة غير معتادة على مثل هذا الطلب (شاشة عرض...؟؟!!!) حفلات الأعراس المعتادة لا تتطلب شاشات.

شاشات عرض حفلات الأعراس عندنا هي (العيون) و (الألسن)!

لا بد من نافذة للفرح في جدار الحزن.

لا بد من فرصة تشعر بمعنى الحياة.

(دائما: اللهم أعطنا خير هذا الفرح! وخير الابتسام! وخير الضحك!)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى