الأربعاء ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

قبلة الثقافة العربية

منذ فترة ليست قصيرة والطيور تسبقني بالصحو، واللغة، والصباح. طالما تمنيت أن أسبقها، لكني أعود مهزوما دائما فهي الأنشط، والأكثر جلدا، والأجمل غناء.

اليوم أيضا سبقتني فأفقت على ندائها المستهزئ بي... ثم انضممت إلى مسرحها مستمعا ومستمتعا.

تأخذني الأفكار في بدايات النهار مع التغريد ولغته. رحت أتأمل، وأقارن.

ليت لنا لغة واثقة كلغة الطيور!

ليتنا نأخذ همة الطيور!

(ليت الفتى طير ! ليت الفتى لغة!)

جلت على محطات الفضاء بغثها وسمينها. سمعت أخبار الصباح الدامية...لولا شحنة الجمال والتحمل التي شحنتني بها طيور الصباح لرحت في صفحة السواد والدم التي تهدينيها نشرات الأخبار.

سمعت لغة ذات لحن. وقرأت المذيعة إعلانات ثقافية لمهرجانات ثقافية تراثية متزاحمة بغرابة توقيت، وسباق لا أدري مغزاه!

مهرجانات تتزاحم بلا تنسيق، ولا اهتمام بالجرعة الثقافية المقدمة...المذيعة تلحن كثيرا في قراءتها. إعلانات وزارة الثقافة على شاشتنا الوطنية بلا لغة سليمة ! لغة الطيور دائما سليمة.

زرت بيت لحم ظهر اليوم مارا ومسلّما. الأعلام الروسية ترفرف إلى جانب الأعلام الفلسطينية. وحركة توجس وترقب في انتظار الرئيس الضيف (بوتن).

(أمس رأيت بألم شبانا يمسحون زجاج السيارات الأمامي حين توقفها عند الإشارة الضوئية ! )

مساء زرت بيت (أبو محمد عبد ربه) في بيت صفافا معزيا بوفاة المرحومة (أم محمد).

في خيمة العزاء نذكر الموت، والحياة، والإنسان الضعيف. نقول كلاما يناسب رهبة الموت، والدنيا الفانية... ثم نعرّج على واقع الحال التربوي والثقافي ؛ تحدثت عن الثقافة الجاهزة، والميل إلى الكسل..( في البحوث الجامعية، وفي الوظائف المدرسية، وفي موضوعات التعبير الأدبي هناك من يعتمد على "جوجل" لكسل لا لزيادة معرفة. لغة طلبتنا في الجامعات التي تستقبلهم من المدارس ركيكة، وكذا عدد من الصحافيين والأكاديميين.)
اللغة تموت حين تموت همة الأمة.

اللغة قبلة الثقافة العربية.

إلى متى يبقى (تغريدنا) مكسورا مشوها؟!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى