الجمعة ٢٠ تموز (يوليو) ٢٠١٢
بقلم زكية خيرهم

أوقفوا الانتهاكات ضد شعب الصحراء الغربية

"منذ غزا المغرب الصحراء الغربية في عام 1975، كان الشعب الصحراوي ضحية الاعتداءات المستمرة. تعالج الأمم المتحدة آخر قضايا الاستعمار التي لم تحل حتى الآن بإفريقيا والذين يناضلون من أجل حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وتقرير المصير للإقليم وفقا للقانون الدولي، فإنهم يدفعون الثمن غاليا بالقمع والإضطهاد. "

هذا مقتطف من بيان لحزب اليسار الاشتراكي في النرويج المعروف بمواقفه الإنسانية والمناهض للتطهير العرقي الذي حصل في كوسوفو، كما عارض أي عمل عسكري في العديد من القضايا الخارجية كرفض الغزو الأمريكي لأفغانستان ،ورفض كبير للحرب العراق و للوجود العسكري في العراق وأفغانستان. وكذلك موقفه المشرف مع القضية الفلسطينية والتي يدين فيها الاحتلال الغير الشرعي للأراضي الفلسطينية. من أساسيات الحزب وشعاره هو: لا للفوارق الطبقية، ولا للظلم الاجتماعي. فأين المواقف المشرفة التي عهدناها في حزب اليسار الاجتماعي اتجاه السياسة الخارجية فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية؟ والتي أعلن رئيسها الجديد موقفه الذي يعترف باحتلال المغرب للصحراء المغربية. كنت حينها عضوة ناشطة مع الحزب ومن الأعضاء الفاعلين فيه، وعندما أرسلت استقالتي من الحزب، طُلب مني ان أبقى معهم وأن أناضل من أجل القضية. الزميلة التي تحدّثت معي من الحزب قالت لي بالحرف الواحد: إنها لا تعلم شيئا عن وضعية الصحراء!ّ فكيف لها وهي التي تمثل الحزب وكثر غيرها ممن في الحزب أن يوافقوا على قرار سياسي ليس لهم فيه علم ولا خبر.

يستوقفني كثيرا هذا النشاط المكثف للنرويجيين الناشطين مع البوليزاريو ضد دولة المغرب. مطالبين المغرب أن يوقف غزوه على الصحراء الذي بدأ منذ سنة 1975. كنت أتمنى من الناشطين النرويجيين الذين يدعمون قضية الصحراء المغربية أن يتدخلوا بخيط أبيض بدل الرمادي الضبابي. وأن يُسمح للجالية المغربية المتواجدة في النرويج أن تشارك بآراها ومعلوماتها عن تاريخ بلدها في أي نشاط حول هذا الموضوع قبل تقديم أي معلومات مغلوطة. والتي تخدم مصالح معينة لا علاقة لها لا بالإنسانية ولا بالبوليزاريو. يزوّرون تاريخ المغرب ويجعلوا أرضه محتلّة بحيث اصبحت المصطلحات عندهم تُقذف جزافا ، كالغزو والاحتلال والاضطهاد وانتهاك حقوق الانسان. والمضحك المبكي أن يتدخل ويعلق بعض الطلاب النرويجين الجامعيين "المثقفين" لشرح تاريخ شعبنا وبلادنا. يقول أحدهم:" إنني كنت في الصحراء وهذا الشعب الصحراوي يتكلم لغة مختلفة تماما عن اللغة العربية. إنها اللهجة الحسانية. ولم يعرف هذا المتشدق أن اللهجة الحسانية هي اللهجة العربية الأقرب للغة العربية الكلاسيكة. وأكثر من غيرها من اللهجات العربية الأخرى. بل لا يحق لنا نحن الجالية بالاعتراض ولا بالإدلاء بآرائنا عن بلدنا وتاريخنا. من حق النرويج أن تساعد وتساند إخواننا المحتجزين في المخيمات بتندوف، لكن ليس من حقها أن تقول أنّ المغرب محتلّ لجزء من أرضه.

يبدو لي أن ديموقراطية وانسانية الغرب ترى في الدول الضعيفة أنها محتلّة لأرضها . وهم الأقوياء الإنسانيين يمزقون الذات العربية مكملين لما بدأه سايكس بيكو والآن يستمرون في تقسيم التقسيم، وتجزئة المجزء في العالم العربي باسم حقوق الإنسان، بينما هم يتكتلون ويتوحدون. أصبحت المفاهيم والمصطلحات والأحداث، بل والتاريخ يزور كما يشتهيه من له أهداف سيساسية أو استعمارية أو اقتصادية اتجاه الآخرين. وإن كنا نتحدث عن اضطهاد في المغرب، فلماذا لا يهتمّ هؤلاء النشطاء المهتمون بشعب الصحراء المغربية والغيورين على الإنسانية، لماذا لم يتحدثوا عن اضطهاد الشعب المغربي المحتل في وطنه بسبتة ومليلية من الإسبان؟ أو أن البحر الأبيض المتوسط يخترق جنبات اسبانيا كما يخترق نهر السين جنبات باريس؟ هكذا كان الفرنسيون يقولون عن الجزائر . " إن البحر الأبيض المتوسط يخترق جنبات فرنسا كما يخترق نهر السين جنبات باريس." كانوا يعتقدون أن البحر الأبيض المتوسط مجرد نهر يخترق جنبتي فرنسا الشمالية والجنوبية للجزائر. في حين كان المغرب يقاوم من أجل الاستقلال وكان معترفا له أنه مستعمر. بينما الجزائريون ناضلوا قرنا كاملا لمجرد الاعتراف من أنها دولتهم مستعمرة. وكان من يقول : إنّ الجزائر مستعمرة يُعدم. فالجزائر فرنسية والفرنسيون في الجزائر جزائريون والجزائريون في فرنسا فرنسيون. ولأن فرنسا كانت تحلم بأن تبقي الجزائر مُلكَها إلى الأبد، وكان شعارها أن الجزائر لم تكن قط أمة ولا شعبا ولا كيانا في حين في المغرب ولو كان الاعتراف الشكلي بالسلطان وبالحكومة، كان المغرب كيانا قائما حتى في كل أدبيات ووثائق واعترافات ومفاوضة الفرنسيين وكذلك الحال بالنسبة لتونس. لكن هذا الاعتراف لم يكن قط بالنسبة للجزائر. ولأن فرنسا كانت تخطط بهذا الشكل فقد وسعت من حدود الجزائر إلى أن أكلت أجزاء كبيرة من صحراء المغرب وموريتانيا ومالي والنيجير وجنوب تونس وغرب ليبيا.

وكلامي موجه لحزب اليسار الاجتماعي النرويجي، الذي يدعم البوليزاريو وينادي بانفصال الصحراء المغربية عن المغرب. ما رأي الحزب في احتلال اسرائيل لفسليطن منذ أكثر من أربع وستين سنة ومازال الشعب الفلسطيني في غزة يعاني من الوحشية الهمجية والانتهاكات لحقوق الإنسان واستعمال الإسرائيليين لأسلحة غير مشروعة يقتلُ بسببها الآلاف من النساء والأطفال وكبار السن. أليس من الصواب أن تحولوا إنسانيتكم وإهتماماتكم إلى المحتل الحقيقي لفلسطين وهو محتلّ غريب عن المنطقة بثقافته ولغته وتراثه؟ هل تستطيعون أن تتدخلوا في سياسة إسرائيلَ وتتوغلوا في مدنها باسم مساعدة الشعب الفلسطيني، كما تفعلون في مدن جنوب المغرب؟ الصحراويون، هم جزء من النسيج المغربي بثقافته ولغته وتاريخه الموحّد، وما قولكم في الألوان السمراء من الفلاشا، وأصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء من الأشكناز الذين يقطنون أرضا لا تشبههم! أم اصبحت المصطلحات السياسية تتراقص أمام أعينكم على ايقاع كذبكم زورا على تاريخ بلدنا ، فأصبحنا محتلين لوطننا والمحتل الحقيقي في أوطان أخرى هم أصحاب وطن. أين حرية التعبير التي تتشدقون بها؟ أليس كاتبكم العالمي المشهور يوستاين غوردر حين كتب مقالته المشهورة قائلا: " لم أعد أعترف بإسرائيل" انتفض عليه الكثيرون من السياسيين والصحفيين في النرويج! أحدهم يصرخ في خاتمة مقاله: أغلق فمك" وآخر يقول : "أن ما كتبه يوستاين غوردر أسوا نص كتابي يقع بين يدي منذ كتاب "كفاحي"، وآخر يقول : "هذه عنصرية بتة" وآخر يقول: "إنه مريض بالشر أو بالزهايمر أو بالإثنين معا." ذكرني هذا الهجوم المضاد للكاتب الشجاع والمستنير يوستاين غوردر، وهجوم النقاد النرويجين عليه كهجوم نفس النقاد على هنريك ابسن الذي سبق عهده بأشواط من الحقب بفكره النير، ولم يفهمه شعبه وخصوصا المثقف منه كالنقاد والصحفيين الذين طعنوه بكلمات نابية مليئة بالألم. فكان جوابه على لسان ستوكمان: "قلت إنني سأتكلم على الاكتشاف العظيم الذي قمت به خلال الأيام القليلة الماضية وهو أن مصادر حياتنا الروحية مسمومة جميعها، وأن مجتمعنا كله يرتكز على أساس مهلك من الكذب ... إن أشد أعداء خطرا على الحقيقة والحرية بيننا هو الأغلبية الحمقاء ... لا تمتلك الأغلبية الحق إلى جانبها أبداً ... إنها إحدى الأكذوبات الاجتماعية التي يجب أن يثور رجل ذو فكر حرّ ضدها ... أية فئة تشكل أغلبية السكان في هذا البلد؟ هل هم الحكماء أم المغفلون؟ أظن أننا نتفق على أن فئة المغفلين تشكل أغلبية ساحقة في هذا العالم الكبير ... لكن لا يدوم حكم المغفلين للحكماء إلى الأبد! ... للأسف فالأغلبية تمتلك القوة لكن ليس الحق. أنا على حق وكذلك بعض الآخرين ... على حق ... لن أهدر كلمات على جمع ضيق الصدر ومتذمر ومتخلف عن ركب الزمان... لا تنفع الحياة التي تنبض معهم شيئاً".


مشاركة منتدى

  • ايتها الاخت ان هذا البيان صحيح لا شك في ذلك لان من اعلنه تقصى الحقيقة من الشعب الصحراوي صاحب الارض ولم يتلقاها من المنهج الذي يدرس بالمغرب والذي ارسته احلام الملك( المغرب الكبير) الذي يضم جزء من الجزائر و الصحراء الغربية وموريتانيا وشمال مالي انها حقا اضقاث احلام بل هو كابوس الجشع الذي يخول للملك واقزامه السياسيين ان يغالطو التاريخ ويرغمو شعبا وبالقوة ان يكون مواليا للملكية ومع كل الاسف انطوت الحيلة على الاشقاء العرب واغلب البلدان الراسمالية بل على العالم اجمع الا من عانى ويلات الاستعمار او من كان يقراء اية الكرسي .
    انه لمن العيب على المثقفين المغاربة واصحاب الضمائر ان يصدقوا كذبة افريل (الصحراء المغربية) وهم يعلمون ان هذه الارض اخذة بالقوة العسكرية المخزنية وقتل شعبها وجيئ بشعبا ليحل محله تحت مسمى المسيرة الخضراء والتىلم تكن الا سوداء في اعين الصحراويين لانها وبكل بساطة جلبت معها اقدام سوداء ومجرمين وعساكر كانوا بالامس القريب مقسا يقطع احشاء المملكة المتهاوية فكيف تراهم يصنعون مع من لا حول له ولا قوة من الصحراويين العزل في مدنهم ومداشرهم غير الابادة .
    انه لمن الواضح ان المغاربة يجهلون تاريخ بلادهم والا فكيف يقولون وبكل عفوية الصحراء المغربية ولا يقولون المغرب الكبير كما هو معرف في التاريخ ام ان الصحراء نسبت للمغرب بعد 20 سنة من استقلال المملكة وهي الحقيقة بام عينها بحيث لعقدين من الزمن تنسى المملكة ارضها وشعبها ولا تقدم باي خطوت لتحريرها حقا انه التلاعب بالحقائق وتحريف للتاريخ عن مساره الحقيقي ثم هل يعرف المثقفين المغاربة ان الشعب الصحراوي يختلف تمام عن الشعب المغربي وفي كل الجوانب فالصحراويين هم بيظان و معنى بيظان ان افراد المجتمع يتحدثون بالحسانية امازيغ وعرب وسود وان الخيمة هي مسكنهم وان الشاي بادواته هو ما يتسامرون به وان الابل هي مضدر عيشهم وان الترحال هو هيوايتهم وان الدراعة والملحفة( اللحاف) هما الزيان الرسميان وان القبائل الصحراوية لا توجد لها ابنا عمومة في المغرب بقدر ما هي موجودة في موريتانيا وان واد نون كان فاصل حدودي بين المملكة وايت الاربعين وان اسماء الصحراويين لا تشابه ولو قليل اسماء ابناء المملكة وان الغناء الشعبي (الطب الحساني) مختلف تماما حتى مذهبيا حيث تعم الصوفية المملكة اما الصحراويين فهم اشاعرة فما الشئ المشترك بيننا اما فيما يخص المحتجزين بمخيمات تندوف هل يعرف المثقفين المغاربة ان مملكتهم هي من طاردتهم واخرجتهم من ديارهم ومشيا على الاقدم تاركين ورائهم كل شيئ في سبيل النجاة بانفسهم من حرب الابادة الجماعية التى انتهجتها المملكة وحليفتها موريتانيا في سنة 1975 ثم الا يعي المثقفين ان البوليساريو هم ابنا الشعب الصحراوي وطليعته التي كافحت ضد اسبانيا ورفضت الحكم الذاتي الاسباني ولم ياتوا من دول اجنلية كما يسوق العرش لجنوده الذين ادخلهم في حرب لا مصالح لهم فيها ثم اين امير الؤمنين من سبتة ومليلة وجبل طارق ام انه استيقظ قبل ان يدرجهم في الحلم ام ان الوحدة الترابية لا تمس الا الجار الاضعف وكيف ان الحلم استثنا الصحراء الشرقية( اراضي الجزائر) بعد هزيمة نكراء للمملكة سنة 1963 ثم اين شمال مالي ام انه بعيد واختلاط في الحلم ثم اخيرا اين موريتانيا ام انها ارهقت المملكة في المحافل الدولية وبعلاقعتها الاقتصادية مع فرنسا وفي النهاية كيف لصاحب الارض ان يرضى بقسمتها مع غيره اتفاقية مدريد 1975التي بموجبها تضم المملكة الساقية الحمراء وتضم موريتانيا واد الذهب حقا انه لسخاء لم يسبق له مثيل ثم كيف لصاحب الارض ان يقسمها الى ضفتين بجدار من الرمل والالقام والتحصينات لم يسبق للعالم ان راى مثله شرع في اعداده 1981 ثم هل يستطيع اي حقوقي مغربي ان يذهب في رحلة الى العيون العاصمة الحتلة ويبحث عن الحقيقة من عين المكان ويسال سوال واحد فقط هل من صحراوي في الامن و الشرطة و الجيش عندها سيعرف ان عل ما يمارس ضد الشعب الصحراوي في ارضه المحتلة ما هو الا عمل المحتل لا اكثر ولا اقل.
    وفي النهاية الشعوب هي التى تقرر من تكون والشعب الصحراوي قرر ان يكون دول مستقلة اسمها الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية افلا تحترمون ارادة الشعوب يا اخوة الاسلام والعروبة .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى