السبت ٢٨ تموز (يوليو) ٢٠١٢
بقلم سماح العمر

ذاكرة مبعثرة‎

اعْتَدْتُ دَائِمـــًا بيْنَ الحِينِ والآخر أنْ أوظّبَ رفوفَ ذاكرتي. كغيرها من الرفوف التي تضجُّ بما فيها من أشياء_ أجدها مبعثرة_ تماما كرفوف خزانتي: أوجهٌ كثيرة، أزمَـــان، مــــواعــيد، أماكن، أعياد، لقاءات.

و أفكرٌّ تُرى لمَ علينا تذكر أشياءٍ كم نودٌّ نسيانها!؟ بينما تقوم ذاكرتنا كماسحٍ ضوئيٍ باسترجاعِ اللحظات بكل دقة كما لو أنّها حيَةٌ ماثلة أمامنا.

آه!كـــــم نحن بحاجة إلى شتاءٍ يغسلُ غـُبار الذاكرة ويعيد تهيئتها لا بأس فليحذف كل ما علق بها ؛ليسقي المستقبل الجديد بذرات لؤلؤيةٍ من أمـــــــل.

و في زحمة تلك الوجوه و الأسماء،ندركُ تماما كَمْ نَحْنُ غُرَبَاء في هذه الدّنيا! نكدُّ وَ نَتْعَب،نفرُحُ وَ نَغْضَبُ،نبكي ونضحك،ثم نستسلم للريح. متعفرين بالتراب!

ننسحب تدريجيا بصمت،وقد تركنا بصمةً وذكرى على هذه الأرض المُزَخْرَفة بكذبة الخلود.
ولا تفوح منها إلاّ رائحة الموت!!

ذكرياتنا: بعضها في حالة ذبولٍ مؤقت و أخرى جفت و تحتاح الى رشفةِ ماءٍ تنعشها ؛فتزهر لحظات ذبلت.كثير من مر منها و رحـــــل، وترك عطر بقاياه تنتشي في الذاكرة.أكاد استنشقها الآن. وآخر رحل و عاد. عودة و غياب؛ أنتعش بعطر الذكريات، وأختنق بغبار النسيان.

أفتشُّ في زحامها علّني أجد خيالا يشبهك فتفشلُ محاولاتي! و أجرُّ أذيال خيبتي و أمضي!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى