الخميس ٩ آب (أغسطس) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

حملة انتخابية

صوتوا علي فأنا وردة لا تشبهني الورود. أعدكم بالدفاع عن حقوقكم كاملة لا يشوبها نقصان. سأدافع عن حقكم في الجلوس تحت وريقاتي كلما أحسستم بظلم ﺬوي القربى وﺬوي البعدى من جيران ومقدم الحي وقائد المقاطعة ومنشط برنامج "حوار." كما سأدافع عن حقكم في الضحك والرقص والغناء ساعة انعقاد جلسات البرلمان.

لن تندموا ﺇﺬا صوتم لصالحي لأني سأزرع الأزهار في صدوركم وسأغرس أشجار الفواكه الرائعة في خدودكم وسأبني لكم بيوتا أبوابها مفتوحة على الفردوس ونوافذها تطل على حدائق السماوات. حياتكم ستصبح موسيقى وأيامكم سحابات ولياليكم نجوما تضئ دهاليز أرواح قلوبكم.

أنا وردة فصوتوا علي تصبحوا ورودا وفراشات وأمواجا لأن برنامجي الوحيد هو ﺇسعادكم وﺇسعاد أطفالكم. صوتوا علي أزرع العطور في شوارعكم واللون الأخضر في صحاري حياتكم.

وريقاتي ستكون غطاء لمن لا غطاء له وفراشا لمن لا فراش له وقبرا لمن لاحق له في الحياة والعيش إلا في القبر. لوني سأزين به أعراسكم وسأرسم به دفاتر ﺬكرياتكم ورائحتي المقدسة سأرش بها صدوركم المريضة بضيق وضائقة العيش والتنفس

فجأة وهي تقوم بحملتها الانتخابية لولوج برلمان الجمال والشعر، أحست بوخز في قلب روحها وزلزال يدمر لونها وعطرها وكبرياءها.

فجأة انقض عليها مخلوق لا عينين له ولا قلب ولا لون. فغادرت والسحب تنوح والنجوم تشكوا وحدتها إلى الله والأنهار تدمع والأشجار تحرق جذورها وأغصانها.

ماتت المسكينة وهي تئن قائلة للفراشة التي كانت تستعد لدفنها بيت جناحيها: أﮬﺬا هو مصيرنا يا أختاه ونحن نحتفل بيوم الأرض؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى