السبت ١١ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم فاروق مواسي

ثماني قصص قصيرة جدا

1 - رأيتـــها

رأيتها في اللد.
هي مميزة مع أني لا أعرف اسمها أو نوعها أو فصيلتها، لكني كنت كلما مررت بها في أثناء زياراتي للمدينة أكحل عيني بمرآها، فأشعر بغبطة لا أعرف سببها.
زرت المكان قبل نصف قرن - وأنا يافع - فألفيت لها أوراقاً عجيبة...
ثم علمت أنهم غيروا معالم المكان واقتلعوها.
لما زرت المدينة قبل ربع قرن مررت بصديقتي فإذا بها تبســـق وتتجدد،
ورأيت الأوراق ترنو إليّ.....
ثم غيروا معالم المكان واقتلعوها.
ولما زرت المدينة يوم أمس كانت الشجرة تبسق، وكانت تبادلني النظر.
وألفيت نفسي بعد نصف قرن أكحل عيني بمرآها.
وأشعر بغبطة أعرف سببها.

2 - حيـــفـــا

حيفا تغسل قدميها كل يوم في البحر، يناغيها البحر ويقول لها:
يا حبيبتي، أما زلت تنتظرين؟
تجيب حيفا وهو يداعب خصلات شعرها:
"أنا أنتظر... وانتظر...."
فيصفق الموج...
وتتهادى أشجار الكرمل....
وأحزن أنا.....

3 - ركيك...رقيق

غضب نظمي الشاعر لأن شاعرًا كبيرًا هاتفه قائلاً:
"قرأت ما نشرتَ اليوم، وأستطيع أن أقول لك: أنت شاعر رقيق..."
استشاط نظمي غضباً، وأخذ يلعن الشاعر، كما يلعن كل من يذكره بخير...
ولما التقاه في حفلة دُعيا إليها... تهرب نظمي من وجه الشاعر وتملص، ولكنه لم يفلح، إذ ألفى نفسه وجهًا لوجه أمام الشاعر الكبير.
بادر الشاعر إليه بالتحية، وقال لمن كان معه:
"الشاعر نظمي.... وقد أعجبني حقًا شعره الرقيق..."
(ولفظ كلمة "الرقيق" واضحة على مسمعي نظمي.)
فرح نظمي وعانقه.

4- لا أعرفها

قالت لزوجها: "أما ترى هذا الرجل كيف يقبّــل يد امرأته، انظر إليه وهو يحتضنها!! انظر! لقد نسينا ذلك منذ زمن! لماذا لا تجدّد الحب؟"
قال: "ولكنني لا أعرفها!"

5- هاتـــف

............

أن تهاتف صديقة بعد عشر سنوات، فترحب بك قبل أن تنبس بكلمة أمر عجيب.
صحيح أنها قرأت رقم الهاتف على شاشة الهاتف..صحيح،
ولكن، أنّى لها أن تتذكر رقمك؟
  ربما هي ذاكرتها العجيبة!
ربما.....

6- حفدة قايـيـــن

ورد في الأسطورة التوراتية "...أن قايـين قام على هابيل أخيه فقتله..."
و بعد أن قتل الأخ أخاه وبعد مقولتـــه: " أحارس أنا أخي ؟؟؟!!! "بقي القاتل يسير في الأرض....
وما زال ينجب.......
وقبلنا ذلك!؟

7 – أمك أولاً

قلت له: يا أبي! انتظرتني حتى أنجح..... فاعلم يا والدي الكريم أنني حققت بعض آمالك، وهاءنت أول من أبشر....
خلت أبي يخرج من قبره، ويرافقني إلى حيث كانت أمي، وقال لي بنوع من العتاب القاسي:
 ولكن، لماذا لم تخبر أمك أولا ً؟؟!!!

8 – مكالـــمـــة

رن جرس الهاتف.
يسرع سعيد أولاً ليجيب، بينما العائلة ترتقب.
سعيد (يهاتف جميلة):
يا صديقي أحمد، أنت تعرف كم أحبك! وأعزّك يا أحمد يا كل الكل...
على الخط الثاني كانت جميلة (تهاتف سعيدًا):
أنت تعرفين يا ليلى كم أحبك وأموت فيك، دخيل الله، وهذه قبلة.......
وتمضي المكالمة دون انقطاع.......


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى