السبت ٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

اللغة عماد الإبداع

تحضر أفكار (نهاية الأسبوع) بقسوة. تعكّر المزاج، وتضيء إشارات تدعو للتوقف والمراجعة.
هي الحياة تقول بملء فيها.......

لا صداقة تدوم! هل حقا كان مكتوبا على "الصداقة" بالموت المبكر؟ أين ذهبت مقولة العرب (ربّ أخ لك لم تلده أمك)؟!!

(فتمسّك إن ظفرت بذيل حرّ، إن الحرّ في الدنيا قليل)

يا للفقد!

التعبير عن الذات، والتعبير عن الموضوعي العام، وعن الآخر هل هو موهبة؟ أم فن؟ أم موهبة وفن؟!

ما دور المنهاج المدرسي الذي يخصص عشرة في المئة فقط لعلامة التعبير في التوجيهي؟
(بدناش إياهن)!! لسان حال الطلبة.

ساعتان أسبوعيتان للتعبير قرر صديقي (المثقف العنيد) إضافتهما لتقوية لغة تعبير الطلبة... سأبني برنامج فعاليات لتنمية التفكير، واللغة، والإحساس. التعبير مجموع فعاليات وعمليات تتضافر، سيمفونية يشترك فيها أكثر من عازف واحد(هل يثمر الزرع في أرض ليست أرضه؟!)

في القدس ندوة، وافتتاح مركز ثقافي في المنطقة ذاتها (الشيخ جراح) وفي التوقيت ذاته ، هنا حضر عشاق الكلمة والرأي إلى قاعة المسرح الوطني (الحكواتي) التي قال فيها الشاعر (سامي الجندي) لن أغيب عنها حتى لو دعيت إلى قاعة مجلس الأمن لمناقشة طلب عضوية فلسطين...وهناك حضر رئيس الوزراء وعدسات التلفزة.

هنا لا تتابع الصحافة النشاط الأسبوعي الثقافي، وهناك ستنشر صور في الصحافة المرئية والمقروءة والمسموعة. لا ضير، ربما، في هذا.

هيئة تنسيق ثقافية باتت أمرا ملحا إذا شئنا الابتعاد عن المنافسة! وعن العمل الفردي. وإذا طلبنا العمل الثقافي لوجه الثقافة وحدها! لا لأي (وجه) آخر...

(الفتى يحذّر من الذئب، ويرسم أحيانا معالم الطريق...لكن "القوم" لاهون مغيّبون،غائبون، معاندون، يائسون، معجبون بمقولة العجز والقعود: "ليس بالإمكان أبدع مما كان"!)

(لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي)، جملة (أبي عمار) الشهيرة في الأمم المتحدة عام 1974 م. وهو يرفع النعت الذي من حقه النصب هنا، حضرت هذا المساء إلى قاعة الحكواتي حيث ندوتنا الأسبوعية.

لماذا؟

الأدباء والشعراء منهم عماد بنيانهم اللغة. واللغة لا تستقيم ولا تبني ولا تعيش بعيدا عن النحو. فكيف يكون الشاعر شاعرا بغير لغة؟!! وكيف يستقيم المعنى والوزن والصورة بعيدا عن اللغة؟

أيها (الشعراء) اعتنوا بلغتكم، وخذوا من الشعراء الحقيقيين عظة وقدوة ودرسا.
اكتبوا بوضوح وفن. اكتبوا الحياة الجميلة بلغة جميلة. لا تتسرعوا ولا تطلبوا الشهرة المبنية على الرمال، والضباب، وأواني الاستعمال لمرة واحدة!! لا (تهربوا) إلى الرمز المغلق وأنتم بلا معنى، فمشكلة (فهم المقروء) قائمة بقوة في الكتابات الحقيقية، فما بالكم وأنتم تركبون موجة مزيفة؟ وتعتلون حصانا من خشب؟!!!. لا تطلبوا (الشهرة ) الجوفاء، "شهرة الفيس بوك "! هذا (الفيس) الذي "يرفع" ويخدع... كونوا حقيقيين، كونوا أنفسكم!

هذا المساء توفي والد عديلي (أبي طارق). الرجل المتوفى شهم الصفات أصيلها. هو الذي كان يملأ سيارة الحجارة بيديه وحدهما، بلا مساعدة. الليلة يبيت ليلته الأولى في الثرى بعيدا عن حجارة الحقل، والمحجر. بعيدا عن هموم الحياة وزيفها وتآكل القيم.

كم هي سريعة هذه الحياة! كم هي خادعة!

كيف نقبل أن تخدعنا هذه الغرورة فنمارس الزيف والخداع ونطلب شهرة فوق جماجم اللغة؟! وندفن أصالة أرواحنا في رمال التزوير والسرقة بأنواعها؟!

تبا لسواد القلوب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى