الاثنين ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم حسن توفيق

الجراد الملعون

كجرادٍ آتٍ من صحراء
جاء الحمقى بالأقنعةِ المنسوجةِ منْ دجلٍ ورياء
من كلّ كهوفِ الماضي جاءوا مندفعينَ إلى الساحات
نبشوا حتى جثث الأموات
جاءوا - زُمرًا - كي ينقضوا فوق حقول الوطن الخضراء
ثم اختطفوا اللقمةَ منْ أفواهِ الفقراء
أعطوهم – بدلاً منها – أوهامًا ووعودًا دونَ رصيد
قذفوهم في بئر المحنة
أعطوا كلاّ منهم مفتاحاً يفتحُ أبوابَ الجنة
ينجيهم دومًا من أوجاعِ الجوعِ وأوحالِ التشريد!
 
من بعد نهار شاق أنهاه الإعياء
رقدَ الفلاحون البسطاء
رقدوا .. والليلُ غبيّ ممتليءٌ – كالقربة – بالأهواء
منتفخٌ بنعيق الغربان
مختنقٌ بحرائقَ تطغَى في كل مكان
محترقٌ بالفتن السوداء
مختَرَقٌ بالفوضى وبرائحة الأحزان
مزدحمٌ بلصوصٍ كثرٍ يقتسمون الأرضَ الخضراء
والأرضُ الخضراءُ اغتصبَتْ من غيرِ مقاومةٍ تُذكرْ
في عصرِ جرادٍ ملعونٍ جاء ليثأرْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى