الجمعة ١٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم مصطفى أدمين

وطني

وطني امرأة سمراء بمواصفات ليست جميلة إذا ما نظرت لها واحدة واحدة؛ غير أنّها أجمل ما في الكون بالنظر إليها كاملة غير منقوصة.

وطني امرأة قمحية البشرة ببعض النقط السوداء هنا وهناك من جسدها، غير أنّها ساحرة؛ فهي لوحة فنيّة مستحيلة على أكبر الفنانين.

وطني امرأة تصمت زمناً وتتكلمُ لحظة بكلام مثل العاصفة.

وطني امرأة بتضاريس جبال الأطلس المكللة دوما بالثلوج، وبفجاج إن تلجها تتيه دهرا، وبسهول مستعصية على الطامعين.

وطني امرأة ذهبتْ لجلب الماء في تنكة قصديرية وعادت بطفلة في بطنها.

وطني فتاة سقطت من وكر الملائكة رأساً في قعر المستنقع السياحي.

وطني طفلة بريئة قروية خنفساء جميلة اغتصبتها الأيادي الشبقية.

وطني قصيدة مستعبدة، غير حرّة، معتقلة خلف قضبان النظام.

وطني كلمة واحدة: الحرية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى