السبت ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

لماذا تعبت اليوم؟

ما الذي أتعبني وأرهقني فدفعني إلى الخمول رغم الفجر الذهبي؟

صباح الشمس المبشرة بحرارة مرتفعة حلّ وأنا أمارس طقسي اليومي في التأمل والتجول على مدى الأفق المرئي، جبال شامخة في الشرق يكسوها لون الصباح والندى، وانعكاس الذهب الآسر يظهر بجمال في منتصف المساحة المتاحة لنظري من قلب البحر الميت.
صباح كل ما فيه يدعو للتفاؤل والنشاط.

أحتسي قهوتي على مهل بتلذذ غريب، سيكون للحياة معنى ، وسيكون لها جمال وفرح.

القهوة، والصباح ، والحلوى ، وبدايات اكتشاف النهار جميعها تشعر بالنشاط والأمل.

عند الثامنة والنصف صباحا أوصل (آية) وزميلتها (فداء) إلى جامعة بيت لحم. جندي المراقبة عند الحاجز يعيق حافلة سياحية تصادف وجودها أمامي، استلم بطاقة هوية السائق وغاب، فطال الانتظار ....حتى أفرج عنها أخيرا، فتبعته في المسير.

أعود بعد دقائق قليلة إلى الحاجز نفسه المسمى معبرا فأبرز بطاقتي لجندي آخر، وأترك المقود لأفتح الصندوق الخلفي، يلقي نظرة كسولة بلا مبالاة ويشير لي بالسير ...فأسير ومشاعر لا أجيد وصفها تنتابني أقلها الإهانة وهدر الوقت، ورسالة أفهمها جيدا مفادها: "نحن أصحاب القرار".

فهمت.

سأملأ الخزان بالوقود، وسأطلب من الصراف الآلي مبلغا، وسأشتري دجاجا، وسجائر، وصحيفة الصباح.

لم يعد للدجاج نكهته، الدجاج "المسكين" يغيظني بقدر ما يحزنني!

يستسلم لمصيره المحتوم بلا مبالاة! ينتظر سكين الجزار وكأنها لا تعنيه وكأنها لن تحزّ رقبته بعد ثوان! حتى لو فتحت باب القفص البلاستيكي فلن يهرب!
غبي هذا الدجاج، لكنه رائج ومطلوب!

أهو زمن الغباء واللامبالاة؟!!

أعود متعبا فأغفو قليلا. أنوم في الضحى ؟! أنا غفوت هذا الضحى، نعم غفوت...

(كانوا يشيرون في الأمثال إلى ابنة الرفاهية والعزّ بقولهم:"نؤوم الضحى"، تلك التي تظل نائمة حتى الضحى، وفي هذا كسل ولا مبالاة في عرف عشاق العمل الباكر).

لماذا شعرت بالتعب هذا اليوم؟ حقا لماذا؟

لا مبالاة، بلادة ، كسل ...الطريق هذا اليوم والدجاج والحاجز نقل عدواه إليّ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى