الاثنين ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

أحلام جيل الحداثة الجديدة

هاهي الصفحة أمامك فاكتب ما يحلو لك.

أريد جناحين من حديد لأتمكن من التحليق صوب من أحب قال طائر النحس. أريد قلما لا ينضب وقلبا لا ينبض لأتهكم على الحياة، قال كاتب الأرصفة التائهة. أريد شرفة تطل على البحر شريطة ألا تكون بجانبي لا زوجتي ولا والدتي، قال سمسار الأزمنة الرخيصة.
أنت اليوم في إجازة و لك الحق في القيام بما تراه يفيدك ويفيد بلدك.

سأقضي نهاري في قبض الرشوة وشتم الحكومة والمعارضة، قال مواطن عادي. سأقضي نهاري في النوم والراحة والغناء بالشارع العام الذي كنت أتظاهر فيه مع العاطلين قبل أن أصبح مسؤولا مهما في الوظيفة العمومية، قال مناضل سابق أمام البرلمان. سأقضي أيامي في الاتجار في المخدرات والسمسرة والكذب على الناس لأصبح برلمانيا محترما، قال موظف صغير رشح نفسه الأمارة بالكذب للانتخابات.

ها هي الصفحة. عبر عما يخالجها ويخالج صدرك.

أنا فنان أطالب بالدعم لي و لزوجتي وأطفالي وكل أفراد عائلتي للمشاركة في ازدهار البلاد والدفع بالمسلسل الديمقراطي إلى أقصى مداه. أنا شاعر أريد من الدولة أن تساعد زوجتي على أن تصبح شاعرة تستدعى إلى المهرجانات والملتقيات الدولية ليعرف العدو قبل الصديق إلى أين وصلت المرأة المغربية. أنا وزير وسأضل وزيرا مدى الحياة حلمي أن يصبح أبنائي وزراء وأصهاري سفراء وكاتبتي الشخصية بطلة اولمبية في الرقص على طاولة مفاوضات الحكومة مع النقابات والجمعيات الخيرية.

ها أنت الآن أمام عدسات الكاميرات الوطنية فتحدث عما تشعر به أيها المواطن.

أنا مواطن مغربي أصيل أحب بلدي وأتهم الحزب الشعبي الاسباني والجزائر والبوليساريو والبرلمان الأوروبي وقناة الجزيرة وإفريقيا الجنوبية وعبد الباري عطوان بالاعتداء على بلادي والتهجم على تاريخنا ووحدتنا الترابية. سأقاوم هؤلاء الأعداء إلى آخر رمق شريطة أن أترقى خارج السلم و أحصل على شقة محترمة ودعما ماليا لأبنائي وأبناء جيراني وتقاعدا مريحا لحماتي للتفرغ لأعدائنا الطبقيين ومنحة للدراسة في الجامعات الأمريكية لسبعة أبناء لم أسجلهم في دفتر الحالة المدنية لأني لا أتذكر إسم أمهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى