الأربعاء ٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم فراس حج محمد

أنا والفيس بوك ورحلة المساء

عزيزتي شهرزاد البعيدة مكانا القريبة روحا وعقلا ووجدانا، تحية طيبة وبعد،،،

فلا تظني أولا أنها رسالة خاوية، ولكنها مناجاة روح لروح على وقع ما ينشر في صفحات الفيس بوك! إذ اعتدت أن أستعرض الصفحة الرئيسية يوميا لأرى طبيعة ما ينشره الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء، صورٌ وتعليقات، حكايات ونوادر، نكت وأشعار، سياسة واجتماع، أدب وموسيقى وفن، وبعض المجون المجنون بلا شك! أتصفح وأنا أعلم أنك لست هناك!!

رأيت هذا المساء ككل مساء وجوها كثيرة وتأملت أسطرا متعددة، حاولت الاقتباس فتراجعت، حاولت التعليق فما استطعت، حاولت المشاركة فما طاوعتني لذلك ضغطة زر، فاكتفيت بـ "أعجبني" لبعض ما أعجبني، وأضحكني أو أثار شجوني، وخاصة انكسارات القلوب المرهفة، أو التعريضات السياسية الممتعة، أو اللعب بالألفاظ، لتكشف اللغة العربية عن مكنوناتها العظيمة في هذه الوسيلة التكنولوجية البديعة، فكيف إذا ما اتحدت الصورة مع الكلمة الموجزة الذكية التي تلخص موقفا كبيرا ودالا، لا شك بأن هذا كفيل لأن يصنع عالما بنكهة خاصة!!

ماذا خطر ببالي هذا المساء وأنا أتفيأ الظلال الفيسبوكية؟ رأيتك حاضرة في جمال الحرف والصورة، رأيتك كاملة بهية في نقولات الأصدقاء عن جبران ومي وجيفري أندرسون والمهاتما غاندي وجلال العظم، وغيرهم من عظماء القادة والساسة شرقا وغربا!!

رأيتك في سطور الشعر الوالهة والشوق المخبأ في قلوب العاشقين، رأيتك في ورود الفل وعطر الياسمين، رأيتك قلبا يفوح بنسائم الروح لتصافح قلبا تناغم مع ألحان العاشقين المشتاقين، رأيتك في بديع الألحان والأغاني التي صاغها مبدعوها لتكون لك وحدك لا شريك معك في هذا الكرنفال الجمالي البهيج!!

ماذا خطر في بالي يا شهرزاد وأنا أرى الطيوف تتراءى أمامي كاملة الحسن؟ تنهال علي المفاتن وتتسرب إلى مسامات جلدي، أتنفسك أثيرا قادما من هناك، كأنك استوطنت أو استوطنتك بلاد الله الشاسعة من بلاد الحضارة والقداسة والجمال، من بلاد الأصالة والعراقة والحب، من كل أفق في غرفتي تطلعين نورا متجليا!!

رحلتي اليوم يا شهرزاد جعلتني أتعامد مع الروح وأتعمّد في نهر القداسة والرضا واليقين، آيات من القرآن وأقوال من عقول الحكماء، وملخص تجارب إنسانية، قصائد شعرية، أخبار، كلها تكاملت في سطر واحد في آخر رحلتي هذا المساء لتقول لي جملة واحدة أنقلها لك: "من صفات الرجل الحقيقي هو ذلك الرجل الذي لديه قلب حساس لا يستطيع أن يكسر قلب امرأة"، أتمنى أن أكون حاملا لهذه الصفة يا شهرزاد، فما كنت إلا حاملا لك أصفى المشاعر وأصدقها وما زلت وسأبقى، ولن أخون رجولتي وشهامتي وما علمنيه الله رب العالمين، ورباني عليه الوالدان، لن أخون كرامة الإنسان بداخلي يا شهرزاد، لن أخون!!.

وكل رحلة فيسبوكية وأنا وأنت بخير، وإعظاما وإجلالا لحالتي وحالتك أقول:

سكبتُ الحرف في كتب الحكايا
فأشعلني من الوجد البريقُ
وأعطاني الأمانيَ سانحاتٍ
فبرّح خاطري حبّ عميقُ
ولكن يا ترى كيف استقلت
بنا الدنيا وفرقنا الطريقُ؟!
قنعت بطيفها يأتي رحيقا
يناجيني ويسعدني الرحيقُ
قنعت بها سطورا شارحاتٍ
وإن غابت وأشقاني الخفوقُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى