السبت ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم ياسين عبد الكريم الرزوق

السكر وقَطر الحرية

عندما نرى الشعوب العربية تتهافت على المؤسسات التموينية لِتنال القدر الكافي والكمية الموعودة من السكَّر المشمول بالدعم المحلي الحكومي بخفيض السعر وكثير الكمية خاصة ً في العائلات المُعدمة والمفعمة بالأشخاص الكثر نبدأ حملات توعيةٍ محلَّاة بكلماتٍ تنبض بهمومهم و تنقط بأخبار العظيم من صمودهم وتملأ سطور لثم جراحهم.

وبعد هذه الحملات النوعية التوعوية لا بدَّ مِن بدء الحوار البنَّاء بين الشعوب و رؤوس الفكر في كلِّ حيٍّ وفي كلِّ مدينة لِنزاوج بين مفاهيم الحياة المطلبية وخيوط الوطن السياسية.

فكما قلنا أنَّ الغالبية الشعبية تركِّز على متطلبات الحياة اليومية ولكنْ بالمقابل لها الدور المحوري في صنع قطر الحريَّة؛ إِذْ أفرزت نخباً فكرية انطلقت مِنْ سكَّر الآراء الكثيرة والأفكار المنيرة و وضعتها في قالبٍ وطني خلق فيها حالةً مِن التمازج والنقاش البنَّاء حتَّى إذا ما وصلت حالة الغليان والنضوج نتج عنها ما يسمَّى قطر الحريَّة المنتظر.

وبعد أنْ نتج قطرُ الحريَّةِ المنتظر بدأ الناس يتهافتون لِيروا النتاج البديع ولِيتذوقوا عظيم الصنع مِن هذا القطر الفريد في العالم العربي.

وبما أنَّ التجربة جديدة لم يخلُ الأمر مِن حالات تقيؤٍ وغثيان وتسمم نتيجة عدم التآلف الآني فكان لا بدَّ لهم مِنْ ملاعقَ عديدة وبشكلٍ يومي بلْ على مدار الدقائق والساعات حتى يألفوا المنتج الوطنيَّ الجديد الذي أُبدعَ محليَّاً لِيكونَ ترياقاً للعقولِ و الأجساد ويعود بالخير على الأرض والعباد.

وهنا ازدهرت زراعة الشوندر السكري المتمثل لدينا ببراعمنا الطفولية التي أضحت محور اهتمامنا بل المواد الخام لصناعتنا المزدهرة على صعيد الناس في الداخل، كما ازدهرت حركة السياحة متمثلة ً بالوفود العربية والعالمية لِيَروا نتاج صناعتنا العصرية التي أضحت محطَّ الأنظار وصار وطننا بمنزلة الشَّمس يشع إشراقاً في العالم أجمع و يصدِّر قطر الحريَّة بمفاهيمه الشعبية و بقطراته الخصوصية لكلِّ مَنْ هبَّ ودب على أرض البسيطة وفي كلِّ الأقطار.

ولكنْ بالمقابل وعلى النقيض مما ذكرناه سابقاً وما ينشط لدينا من صناعاتٍ عصرية متمثلة بِقَطر ٍ خاص نال إعجاب المحيط من حولنا وشقَّ عُباب الأمواج العالمية لِيجد له مكاناً متقدماً ومرموقاً في سلَّم الأولويات الدولية.

كما قلنا توجد محاولاتٌ مشبوهة لاستهداف صناعتنا على الصعيدين الداخلي والخارجي، فَمِن جهةٍ يحاولون خلطَ قَطْرنا بمرِّ السموم الفتَّاكة المتمثلة بِنَسبِ المنتج القَطري لفكرٍ معيَّن أو لطرف ٍ دون آخر ناسين أو متناسين أنَّ المنتج صُنع وما كان لِيرى النور لولا التمازج الحضاري الذي أَعلى مِنْ شأننا ووحَّد كلمتنا وهنا كان الردُّ الداخلي بمثابة صفعةٍ كبرى لِمحتكري الصناعات العالمية حيث أنَّ القائمين على صناعة قَطرِ الحريّة في أرضنا لَمْ ينحازوا لِطرفٍ دون آخر ولم يحتكروا الصناعة لمصالحهم الشخصية بل أصدروا بياناتهم ووزَّعوا نشراتهم أنَّ المنتج لِيصنع لا بدَّ له من كمياتٍ نوعية من السكر المستحضر ومن كلِّ شبرٍ مِن أرضنا ما أعطاه ميزات ومقومات الحماية الذاتية.

ومِن جهةٍ أخرى يمارسون سياسة الحصار الممنهج على صناعاتنا وعلى رأسها الصناعة المعنية بِقَطر الحرية فيريدون منَّا أن نقف عند حدٍّ معين لِيغلبوا مصالحهم الاستعمارية ورؤيتهم لحماية كياناتهم المصنَّعة التي تعمل بوقودٍ تجريبي أَلا وهو الدماء العربية.

ولكنْ آن للأحرار أَنْ يكونوا سفراء الحرية في عالم المصالح وتغييب اللغة الإنسانية
وآن لصانعي القرارات العربية أَنْ يعودوا لضمير شعوبهم وأَنْ يدخلوا في قالب التمازج الفكري مع الصناعيين الشرفاء ليكونوا جزءاً لا يتجزأ مِن المساهمين في صناعةٍ نتاجها قَطر الحرية صارت سائدةً في كلِّ أرجاء المعمورة و آذنت بإشراق فجرِ الشباب وأفول عصر التخلف والفساد والكهولة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى