السبت ١٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم رانيا مرجية

ثلاث قصص قصيرة جدا

(1)

وجه أمي

نظرت إلى وجه أمي حين خرجت من التحقيق الأمني الجاف فأصابني الذعر والقلق.

كانت عيونها قانية حمراء ووجهها كان يميل للاصفرار حاولت أن ابتسم ففشلت استجمعت قواي بعد أن وجهت نظري إلى السماء وقلت لها بصوت واثق أنا بخير لا تخافي شعرت بخفقات قلبها وهي تضمني وتعاتبني بصوتها الرقيق الحزين اقسمي لي انك لن تشتركي بعد اليوم بأي نشاط سياسي... أنت بنت يا رانية لو كنت شاب لأختلف الأمر قاطعتها كعادتي ولكني بمليون شاب أليست هذه شهادة الجميع فيّ
ولكن..قاطعتها أنا مؤمنة بالله والوطن والقدر...

وذكرتها انه علي السفر مباشرة إلى ناصرة الجليل قاطعتني ولكنك بحاجة لراحة فقد مكثت عشرون ساعة في التحقيق دون أكل والله يعلم ما واجهتي من تهديد
فضحكت لقد تعودت عليهم وقبلتها من جبينها وودعتها واستلقيت سيارة الأجرة
وتمنيت بيني وبين نفسي أن يهبني الله روحيين وجسديين وقلبيين لأفدي أمي والوطن.

(2)

المحبة تستطيع كل شيء

تعانق الصليب والهلال معا يوم تكلل حب إياد ولينا بعقد مقدس للأبد عرفوا أن حياتهم لن تكون سهلة ولاسيما أن ذوي لينا متشددين لديانتهم فوالدها عمدة كنيسة اللوثريين فغادرا البلاد المقدسة إلي الولايات المتحدة ومكثا هنالك خمس سنوات ونصف السنة خلال هذه الفترة وهبهن الله بطفلة جميلة أطلقا عليها اسم مريان
وقررا أن يعودا إلى ديارهم
وكبرت مريان وبلغت ال 20 وأحبت زميل لها في الجامعة اتضح لاحقا انه ابن خالها
وقف أعمامها ضد هذا الحب ولكن والدها وقف لإخوانه الرجال بالمرصاد قائلا أنا لن أمانع أن ترتبط ابنتي بجريس وبارك زواجهم والتأمت العائلة من جديد.

(3)

القتل فخرا

لقد غسلت عارنا بيدي قتلتها يا أبي قبل أن تسيء لشرفك وشرفي قال محمود
ويحك صرخ شقيقه الصغير لا اصدق انك قتلت توأمتك لماذا ماذا فعلت وبما أجرمت أتعتبر نفسك أكاديمي أنت قاتل سأبلغ عنك واشهد ضدك....

محمود بلغ أصلا السجن للرجال ولحماة العرض ستشكرني على أني قتلتها يوما ما قبل أن تلطخ اسمع عائلتنا بالوحل
أختك يا أفندي يا متعلم لديها عشيق
أنت كاذب مفتري حرام عليك صرخ به شقيقه الأصغر.. قال محمود الكل رآها أمس وهي تنزل من سيارة عشيقها والأدهى انه أوصلها لغاية الدار

ألهذا قتلتها يا مجنون صرخ أخيه ولطم على وجهه

محمود نعم قتلتها لأجعلها عبرة لبنات العائلة

أخيه الأصغر يا مجنون أختك اشرف من الشرف لقد أوصلتها زميلتها أمس عندما تأخر الدوام وسأثبت لك ذلك

محمود ولكن من أوصل شقيقتي يبدوا كشاب فلا شعر له
الأخ الأصغر انه الليل يا أحمق لم لم تتأكد وتسألني؟
أخرج محمود مسدسه وأطلق الرصاصة باتجاه قلبه واضعا حدا لحياته

تشرين الاول (أكتوبر) 2000


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى